2010-06-01 • فتوى رقم 44201
السلام عليكم
فضيلة الشيخ: أنا عندي مشكل بسبب دم الحيض، فهي تأخد وقتاً أكثر من اللازم، وهذا يؤخر صلاتي ويجعلني قلقة طوال الوقت.
وفي الأسبوع المنصرم انتهت دورتي وابتدأت صيامي وصلاتي، لكني فوجئت اليوم وأنا افطر بأن شيئا بلل ملابسي الذاخلية، وبالفعل وجدت بقعة ليست حمراء جداً، لكنها بوادر دم الحيض، ولم أعرف إن كان يومي مقبولاً، واتصلت ببعض أفراد العائلة لأعرف إن كان يجب أن أتجاهل الأمر وأصلي المغرب والعشاء، لم يعرف أحد إجابة لمشكلتي، فماذا أفعل سيدي؟
الأمر يتكرر دوماً في رمضان، وأنا حالياً أصوم الأجر والدين بنفس الوقت، وهل هذا النهار الذي صمته مقبولاً، بالرغم من أن دورتي الحقيقية انتهت منذ أسبوع.
سؤالي الثاني:
فضيلة الشيخ: إن عندي هاجساً اسمه الموت، فقد تغيرت حياتي منذ أن ماتت ابنة عمي، وأشعر وكأنني سأموت في أية لحظة، والكابوس يتكرر ليلاً مهما قرأت من قرآن، فأنا أحلم أحلاماً كل تفاسيرها تدور على الموت، فقد أصبت باكتئاب حاد جعلني أهمل زوجي وأطفالي، وبدأت أشعر بأن الدنيا سخيفة جداً ولا قيمة لها، فماذا أفعل؟
جزاك الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأقل الطهر بين الحيضتين هو /15/ يوما، فإذا عاود المرأة الدم قبل مرور /15/ يوما على انقطاعه فهو استحاضة، فتصلي وتصوم، والاستحاضة حكمها حكم البول، فلا تحتاج المرأة إلى الاغتسال منها، لكن إلى الوضوء فقط كلما انتقض وضوؤها بالبول أو بخروج هذا الدم أو بغير ذلك، وهو علامة مرضية تحتاج إلى مراجعة الطبيبة المختصة بالأمور النسائية.
ثم عليك أن تعلمي أن التزامك بتطبيق أحكام الله تعالى بهون عليك الموت، ويدفع عنك شره، فكراهية الموت إنما تأتي من كثرة انغماس الإنسان في الملذات، ويكون علاج ذلك عن طريق تقوية الإيمان بالتوبة والاستغفار، وكثرة ذكر الله عز وجل، والإكثار من العمل الصالح، يقول النبي صلى الله عليه وسلم (إنّ هذه القلوب تصدأ كما يصدأ الحديد إذا أصابه الماء) قيل: يا رسول الله وما جلاؤها؟ قال: (كثرة ذكر الموت وتلاوة القرآن) رواه البيهقي في شعب الإيمان.
ولماذا يخاف المؤمن من الموت، والموت لا يعني الفناء؟ فليس الموت إلا مرحلة من المراحل التي سيقطعها المؤمن في طريقه إلى لقاء ربه الغفور الرحيم؟! فالإنسان كان ماءً مهينا ثم صار علقة بعد ذلك، ثم صار مضغة بعد ذلك، ثم جنيناً في رحم أمه، ثم إلى الحياة الدنيا، ومنها إلى الحياة الآخرة. الجنين يرتعد فؤاده (في أول الأمر) خوفاً من الحياة الدنيا، وهي له أوسع وأكبر، والحياة الآخرة أوسع من الدنيا ولا شك، وهي للمؤمنين دار السعادة والجزاء الحسن، ولهم فيها الأمان والاطمئنان، قال الله تعالى: (الَّذِينَ آَمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُمْ بِظُلْمٍ أُولَئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُمْ مُهْتَدُونَ) [الأنعام82].
فداومي على الاستقامة وسيفرج الله عنك قريبا إن شاء الله، وقد جاء في الأثر: (اعمل لدنياك كأنك تعيش أبداً، واعمل لآخرتك كأنك تموت غداً).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.