2010-06-04 • فتوى رقم 44276
أشعر دائماً أنني كنت مقصراً في حق والدتي عليها رحمة الله، بالرغم من أنني كنت ابنها المطيع دائماً، وكانت تفضل علي أخي الأصغر مني سناً، وحدث بيني وبينها مشادة في أواخر أيامها بسبب ذلك، وكنت أشتكيها إلى إخوتي وأقاربى، ثم داهمها المرض وتخلى عنها أخي الصغير حبث كانت تعيش معه، ودخلت المستشفى ولم تجد غيري وإخوتي البنات حولها، فكانت تدعو لي وللأولاد، وتطلب مني أن أسامحها، وكنت أقول لها: إنا الذي أطلب منك أن تسامحيني، فكانت تقول لي: إنها سامحتني، وكنت أشعر أنني قصرت معها في أواخر أيامها، مع أنها جاءت إلى إحدى أخواتي البنات في المنام وقالت لها إنها عليها دين لي، وطلبت منها أن تبلغني أن أسامحها وأنا سامحتها وطلبت منها في حياتها أن تسامحني.
فهل كنت عاقاً لوالدتي في حياتها؟
دلني، بارك الله فيك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك الآن أن تكثر من الدعاء لوالدتك، ولك فعل ما شئت من الطاعات النوافل وهبة ثوابها لها، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجرك أنت شيء، فتسعد أمك بذلك إن شاء الله تعالى، فتكون بررت بها بعد مماتها، كما ببرت بها في أواخر حياتها، وحاولت التكفير عما كان منك من جفاء حال حياتها، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: (إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له) أخرجه مسلم.
وأسأل الله تعالى أن يرحم والدتك، ويوفقك إلى كل خير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.