2010-06-07 • فتوى رقم 44332
أنا متزوج، لي بنت وولد، لا أقول ملتزم، ولكن أحاول، أحفظ جزءاً من القرآن ومستمر في الحفظ، وأحاول الحفاظ على صلاة الجماعة.
أعاني من مرض، أنا في جهاد مستمر معه، فما العمل؟
لا أخفي عليكم شيخنا أني كنت لا أغض بصري قبل الزواج عن الفضائيات والإنترنت، ولكن بعد الزواج أقلعت عن ذلك.
قمت بعمرة لوحدي وأخرى مع زوجتي.
أصارحكم أني لا أجد متعة كبيرة مع زوجتي، فهي نحيفة البدن وليست على قدر من الجمال، حتى أني أجدها ضعيفة جنسياً، فبإمكانها أن لا تعاشرني لمدة طويلة لو أني لم أطلب منها ذلك.
أصبحت مؤخراً لي رغبة شديدة في الاطلاع على ما حرم الله، ووقعت في الفخ، وأضحت مقاومتي منعدمة بعد أن كانت قوية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعا، وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها بحال، ولو أبيح النظر إليها لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ثم إن مشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرم لما سوف يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ ومنها ما ذكرته، فالرجل الذي يرى هذه الصور والأفلام الإباحية قد لا تعجبه بعد ذلك زوجته فيكرهها وينبذها ويستغني عنها ويشعر باشمئزاز منها، وكذلك الحال في الزوجة إذا رأت هذه الصور العارية فإنه قد لا يعجبها زوجها بعد ذلك، فتكرهه وتقصر في حقه، فتتفكك الأسر بذلك، وتتخرب الأخلاق ويتفلت المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضا، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
ثم إن مشاهدتك لهذه المحرمات لا يقف عند حد، بل إن نفسك كلما أرخيت لك العنان في المحرم طلبت المزيد، كما قال الإمام البوصيري في قصيدته:
والنفس كالطفل إن تهمله شب على # حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
فعليك أن تتوب إلى الله تعالى عما سبق نصوحاً، وتفطم نفسك عن هذه المعاصي، وتكثر من الاستغفار، وتعزم على أن لا تعود إلى هذه المعصية في المستقبل، ثم تكتفي يزوجتك وتتفق معها على ما يعفك، ثم تجاهد نفسك، وتتذكر دائماً أن الله مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا يخفى عليه خافية، ثم تشغل نفسك بعمل علمي أو مهني يشغل كل وقتك.
وأسأل الله تعالى أن يجنبكم المعاصي، وأن يوفقكم لما يحبه الله تعالى ورسوله، ويرزقكم حياة سعيدة مستقرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.