2010-06-19 • فتوى رقم 44451
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أعيش بأحد الدول الأوربية، وسافرت إلى أحد البلدان المجاورة، وقد صليت الظهر ببلدتي، وعندما وصلت للبلد الآخر كان هذا في وقت العصر، ولكنني لم أتمكن من الصلاة إلا بعد وصولي مكان الإقامة، فصليت الفروض المتبقية بعد وقت العشاء.
في اليوم التالي سافرت لبلد آخر، وقمت بالقصر في الصلاة، ولكن صليت الظهر والعصر جمع تأخير، لكن قبل وقت المغرب بساعة، والمثل مع المغرب والعشاء صليتهما بعد وقت العشاء بمدة.
ثم في اليوم التالي سافرت، ولكنى لم أصل الفروض إلا بعد وقت العشاء، وكانت كلها قصرا، أي أنني صليت الظهر والعصر قصراً لكن بعد وقت العشاء.
ثم في اليوم التالي سافرت لبلد آخر، ولم أصل خلال اليوم، وفي المساء سافرت لبلد آخر، وعندما وصلت لهذا البلد كان قد أذن الفجر، فقمت أيضاً بصلاة الفروض كلها قصراً، ثم صليت الفجر، وعندما حان وقت الظهر صليته والعصر جمع تقديم قبل سفري للرجوع لبلدتي.
فما الحكم في صلاتى كلها خلال سفري، هل صحيحة أم علي أن أعيدها?
وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالجمع بين الصلوات الخمس كلها مرة واحدة لم يقل بصحته أحد من الفقهاء، وأما جمع الظهر مع العصر والمغرب مع العشاء فقط تقديماً أو تأخيراً، فقال بجوازه للمسافر أكثر الفقهاء بشروطه، ومنعه البعض أيضاً.
ومن يقول بجمع الصلاة للمسافر من الفقهاء يشترط أن لا تزيد مدة الإقامة في البلد المسافر إليه أكثر من أربعة أيام سوى يومي الدخول والخروج، وأن تزيد مسافة السفر عن 90 كلم.
وعليه فقد أخطأت فيما فعلت سابقاً، وكان عليك تعلم الحكم الشرعي لكيفية جمع المسافر للصلاة.
والآن عليك الإكثار من الاستغفار، والتوبة لله تعالى نصوحاً مما كان منك من جمع للصلوات بطريقة لم يجزها الشارع، والعزم على عدم العود لمثل ذلك في المستقبل، وقد صحت الصلوات السابقة منك إن شاء الله تعالى ولكن قضاء وليس أداء جمعا.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.