2005-12-01 • فتوى رقم 445
أعمل موظف بأحد المصالح وقد قمت بتصوير بعض المستندات الفنية (للأعمال ذات الطبيعة الخاصة جدا) من المصلحة التى أعمل بها بدون علم المسئولين (الورق المستخدم ورق المصلحة وماكينات تصوير المصلحة) وذلك لسببين – السبب الأول: الاستفادة منها لصالح العمل بالمصلحة لسهولة الرجوع لها بدلا من البحث فى الملفات – السبب الثانى - الاستفادة منها فى حالة استقالتى وتركى المصلحة للعمل فى أى مكان أخر. أخذت هذه المستندات وحفظتها فى البيت، علما بأننى لا أستطيع إعادة هذه المستندات مرة أخرى، كما أنه يمكن أن ينكشف أمرى والحمد لله أننى أفقت من غيبوبتى وانكبابى على الدنيا وأشعر بالألم والحسرة من هذا التصرف، وأريد وألتمس مغفرة الله لهذا الذنب (خيانة الأمانة والسرقة فى نفس الوقت). فقمت بحرق 90% من هذه المستندات، وقمت بتقييم تكلفة كل المستندات المسروقة وهو حوالى 200 جنيه وأنوى أخراجهم فى سبيل الله، فهل هذا التصرف سليم شرعا، وكيف اكفر عن هذا الذنب وأنال مغفرة وعفو الله سبحانه وتعالى. وهل فى الاحتفاظ بال 10% الباقية مخالفة شرعية، أم أتخلص منها، علما بنها مستندات فنية ولا تتعلق بأشخاص، كما فيها من الإفادة الكبيرة. أرجو الإفادة العاجلة
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإذا كان تصوير هذه المستندات مأذون به لك في الأصل، ولم يبق من الاغتداء منك إلا ثمن الورق واجرة الكاميرات، فعليك أن ترد كلفة ذلك للمصلحة نفسها ولو بطريق الإهداء لها، ولا مانع من الاختفاظ بها بعد ذلك، ولا يكفيك أن تتصدق بقيمتها، وأما إذا كان أصل التصوير غير مأذون به لك بسبب اسرار خاصة في هذه الأوراق فعليك أن تردها لهم، وإن تعذر ذلك فعليك أن تحرقها ولا تستتفيد منها بشيء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.