2010-06-27 • فتوى رقم 44509
أنا تلميذ في الثانوية، عمري 17 سنة، أحب رؤية النساء العاريات.
ومرة جاء أحد جيراني يميل إلى الرجال بالزنا، ففعلت معه مدة 4 ثوان بالتدقيق، وتفكرت الله تعالى وعذابه، وكرهت نفسي يومها، وبقيت صورة على مخيلتي هو والصور القديمة.
ما حكم ذلك، وما السبيل لأمحو تلك الصور؟
أريد أن أتوب.
أعطني طريق التوبة إلى الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته مع هذا الرجل من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
وكذا مشاهدة النساء الإجنبيات عنك من المحرمات ومن مقدمات الزنا التي تؤدي إليها.
لذلك ما عليك الآن بعد أن زلت بك قدمك إلى ما ذكرت إلا أن تبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، مع غض البصر عن النظر إلى ما حرم الله تعالى، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد توبته.
وعليك الإكثار من الدعاء، وعمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
وعليك بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، مع ملء الوقت وشغله بعمل مهني أو علمي، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
ثم إن كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.