2010-06-30 • فتوى رقم 44566
أنا فتاة مؤمنة أصلي وأصوم رمضان والاثنين والخميس، وأعتقد اعتقادا قويا في الله.
في هذه الأيام من باب الفضول أردت أن أعرف كيف نفعل الجنس ووجدت أشرطة الفيديو الإباحية على شبكة الإنترنت والتي أثارت رغبتي الجنسية وأنا الآن مدمنة على أشرطة الفيديو هذه وأمارس الاستمناء وهذه هي الطريقة الوحيدة التي تمكنني من تلبية رغباتي الجنسية دون الزنا لأنني لست متزوجة، أعترف بحاجتي للزواج لتلبية احتياجاتي الجنسية ومن يتزوج يعيش في الفرح والصفاء.
من فضلك قل لي ماذا أفعل.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالنظر إلى الأفلام الجنسية والصور العارية والنظر إلى عورات الآخرين كله حرام شرعاً وكل ذلك من خوارم المروءة، ويخالف الأخلاق العالية الرفيعة التي أمر الإسلام بها وامتدح بها نبيه الكريم صلى الله تعالى عليه وسلم بقوله سبحانه: ﴿وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ﴾ [القلم:4]، ولا يمكن إباحتها، ولو أبيحت له لأبيح صنعها وتصويرها، وهو أغرب الغريب!.
ومشاهدة الأفلام المتهتكة طريق الوصول إلى الفاحشة، ولذلك حرّم لما يؤدي إليه غالباً، والأضرار التي هي نتائج هذه المحرمات كثيرة ملموسة، وأغلبها خلقي ونفسي وتربوي واجتماعي؛ تتفكك بها الأسر، وتتخرب بها الأخلاق ويتفلت بها المجتمع، والمجتمعات الأجنبية أكبر شاهد على ذلك، وربما نتج عن ذلك أمراض واعتلالات صحية أيضاً، لأن الأمر قد لا يقف عند حد المشاهدة، ولكن يتعداها إلى ما وراءها من الاتصالات المشبوهة التي تخفى تحتها الإيدز وأعمامه وأخواله من الأمراض المخيفة.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وأن تذكري الموت والحساب والنار، وعليك أن تكثري من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلني له عجزك وضعفك، وتطلبي العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعانين منه، مع التخلص من الجهاز الذي تنظرين من خلاله إلى هذه المحرمات، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفيقات السوء، ومرافقة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع الدعاء بالزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
ثم إن التوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحى به الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70) . والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.