2010-06-30 • فتوى رقم 44571
السلام عليكم
أنا شاب في الثامنة عشر وأواجه مشكلة غيرت مجرى حياتي بعدما كنت مواظبا على صلواتي وحفظ القرآن والسير في طريق الدعوة، فالبداية منذ دخولي الجامعة والفتن المهولة التي تكتظ بها الجامعات فقد وجد في الحب فريسة سهلة فاستسلمت إليه وارتبطت بحب فتاة في الجامعة فأصبحت أقضي ليلى ونهاري تفكيرا بتلك الفتاة، وعندما أذهب للصلاة لا أجد ذرة خشوع وأشعر أن ربي لن يقبل صلاتي، وربما أحدث نفسي أحيانا بأن هناك أشخاصا يصلون ويسمعون أغاني ويصاحبون فتيات ومع ذلك ربنا يوفقهم ولكني أرجع فأقول ربما تكون هذه بداية العلمانية لحياتي أو إلغاء الدين في الأمور الدنيوية، ولقد حاولت كثيرا أن أترك هذا الحب ولكني مغلوب على أمري ولم أقدر، وفي نفس الوقت أريد أن أعود كما كنت أستمتع بالصلاة والأعمال الدينية الأخرى فأريد أن تساعدوني في حل هذه المشكلة، وهل من الممكن أن يكون في قلبي حب أحتفظ به لنفسي لهذه الفتاة حتى لو قطعت علاقتي بها كما يقول الله (ولا جناح عليكم فيما عرضتم به من خطبة النساء أو أكننتم في أنفسكم علم أنكم ستذكرونهن ولكن لا تواعدوهن سرا) فربما أكون فهمت تفسير الآية خطأ.
أنا في انتظار ردكم والسلام عليكم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإظهار الحب بين الجنسين ممنوع شرعاً لما يترتب عليه من المفاسد، إلا أن يكون بينهما زواج أو كانوا من المحارم.
وعلى كل حال فالحب الذي يفرض نفسه على القلب من غير صنع صاحبه ولا يترتب عليه منكر هو الذي لا يؤاخذ الإنسان به، وأما الحب الذي يتسبب هو فيه بالنظر والتأمل وأحلام اليقظة وغير ذلك فالإنسان مسؤول عنه على قدر اختياره فيه، ثم إن الإغراق في هذه الأمور قد يؤدي إلى الخلل في التصرفات، فلا ينبغي الغوص فيه بالإرادة الحرة.
وأنصحك إن كنت قادراً على تحمل أعباء الزواج الآن، وتأكدت من صلاح تلك الفتاة ودينها لا جمالها فقط، أن تخطبها من أهلها إن كانت مناسبة لك، وظننت أن أهلها سيوافقون عليك، ثم تكتب كتابك عليها لتصبحا زوجين، فهذا أفضل طريقةٍ للخلاص مما أنت فيه.
أما إن كنت لا تستطيع تحمل مؤونة الزواج بعد، أو ظننت أن أهلها لن يوافقوا على زواجك منها، فعليك أن تبتعد عنها وتحاول نسيانها، وحذار من أن تنجر لخطوات الشيطان واستدراجه، فإن ذلك خطر عظيم وشر مستطير.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.