2010-07-01 • فتوى رقم 44603
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا طبيب منفصل عن أم أولادي بالطلاق منذ ست سنوات، وتزوجت من إحدى قريباتي وقد سبق لها الزواج مرتين الأولى من أب أولادها (ولد وبنت)، والثاني كان متزوجا ويعمل في السعودية وتركها في شقة تخصه في مصر وكان يعود إليها كلما سنحت الفرصة كل مدة، وسبب الانفصال وعده لها بأنه سيترك زوجته الأولى أم أولاده ولكن طلب منها الصبر لبعض الوقت الذي طال لأكثر من أربع سنوات، وتزوجتها وأنا أعمل في الخليج منذ خمس عشرة سنة لم أوفر فيهم أي شيء غير أني ربيت أولادي -ولد بالجامعة وبنت في الثانوية العامة على أحسن ما يكون- وبعد الانفصال عن أمهم حاولت لمدة أربع سنوات العودة لأمهم مع علمي بأن حياتي لن تكون سهلة مع سيدة كثيرة الإنفاق والديون التي أثرت علي فقمت بالاقتراض من أحد البنوك لأسدد جزءا من ديونها حسب نصيحة الأصدقاء، ربما يكون هذا سببا في إصلاح الأمور بيننا وهذا ما لم يحدث حتى بعد سداد مبلغ كبير من ديونها.
السؤال زوجتي الحالية قريبتي تطالبني بمصروف شهري بالإضافة لالتزامات البيت التي أدفعها بالكامل، ومن وقت لآخر أشتري لها بعض الملابس وهي تشتري الباقي حيث إنها تعمل مدرسة صباحا ومساء -دروس أضافية في أحد المعاهد- وراتبها قريب جدا من راتبي، وراتبي يذهب نصفه في سداد القرض الذي أخذته من بنك إسلامي الذي دفعته لأم أولادي، وأمامي ثلاث سنوات أخرى لتكملة سداده ومصاريف ابني في جامعة خاصة ومصاريف ابنتي التي تعيش مع أمها، ودائما عندي عجز شهري كبير أسدده من المرابحات عن طريق البنك الإسلامي للدراسة أو لدفع الإيجار السنوي للسكن وهي أعباء كثيرة، وزوجتي الحالية لا يوجد عليها أي التزامات غير مبلغ بسيط ترسله لأولادها الاثنين وهم في الجامعة ومقيمون مع والدهم في بلدنا الأصلي وتشتري بعض الملابس لها ولأولادها قبل العودة لبلدنا كل سنة، وهي ترفض المساعدة في أي شيء حتى مصروفها مني والذي يصل إلى عشر قيمة راتبي الذي لا يكفيني، وتصر كل شهر على أخذه مني وإلا حدثت مشكلة كبيرة وتقول لي هذا حقها حتى وإن كنت مدينا مع أنها تقصر في أعمال المنزل بسبب عملها طول اليوم تقريبا, أنا أساعد في كل شيء في المنزل من نظافة مطبخ وترتيب المنزل، فما هو التزامي من ناحيتها والتزامها من ناحيتي في ظل ظروفي الصعبة؟ فنحن في غربة وربنا ساترها حتى الآن ولكن التزاماتي تزيد خصوصا أن ابنتي ستدخل الجامعة هذه السنة.
رجاء إفادتي ولكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعلى الزوج كفاية زوجته من النفقة، من مطعم وملبس ودواء ومسكن وخدمة، وماعدا ذلك لا يكلف شيئاً.
وليس للزوج أن يأخذ من مال زوجته شيئاً إلا بكامل رضاها، فإن رضيت بإعطائه شيئاً من مالها فبها، وإلا فلا يجب عليها ذلك في الشرع، إلا أن موافقته على خروجها إلى العمل شرط لابد منه، فله أن يمنعها من الخروج للعمل ثم ينفق عليها من ماله بقدر طاقته وثروته، أو أن يمنعها من العمل خارج البيت، وإن وافقت الزوجة على العمل وكان مشروعاً على أن تدفع له بعض المال تشارك فيه في نفقات الأسرة فيجوز.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.