2010-07-05 • فتوى رقم 44613
أنا سيدة أبلغ من العمر 35 سنة مطلقة ولي طفل يبلغ من العمر 4 سنوات
الحمد لله رب العالمين أن أنعمَ علَيّ بنعمة الإيمان وأقوم بالتكاليف التي أمرني بها ربي من صلاة وصوم وأربّي ابني عليها، وقد حباني الله من الجمال ويُسْر الحال ما جعلني أفكر في الزواج للمرة الثانية بعد ما مرّ على طلاقي سنتان ونصف، وأرغب في أن أعيش حياة أسرية كريمة هادئة ويكون لي زوج صالح وأبناء كرام حتى لا ينشأ ابني وحيداً ويعرف الجوّ الأسري ويكون له إخوة وأخوات فقد توكلت على الله واستخرته في ذلك، تعرَّفْت على شاب يقارب عمره عمري تقريبا أي في الثلاثينيات من عمره على خلق أكثر من رائع فقد تربى أيضا تربية حسنة صالحة يؤدي فروضه التي أمره الله بها وهو من عائلة كريمة لأبوين صالحين، ولم يوفق في الارتباط بأي فتاة حيث أنه خطب 3 مرات ولم يوفق فيها للزواج وربما حدث هذا لألتقي به والحمد لله، وقد وجدنا من التوافق الروحي والفكري والاجتماعي والثقافي والديني بيننا ما يؤهلنا للارتباط بعد تفكير عميق دام سنتين،
والمشكلة الكبرى والتي تعوق تتويج هذا الارتباط بالزواج هي عدم رضا أهل الشاب عن إتمام هذه الزيجة والسبب الرئيس هو أنني مطلقة
فهل من الرحمة أن يقوم المجتمع بالحكم بالقسوة على أي سيدة لم توفَّق في حياتها السابقة وأن الله حكم أن تكون مطلقة ولا راد لقضاء الله، الأهل يريدونه أن يتزوج عذراء وليس امرأة سبق لها الزواج، هل العذرية مقياس للسلوك الحسن وهل السيدة المطلقة في شرع الدين لا يحق لها الزواج من شاب لم يسبق له الزواج من قبل؟ وما العيب في أنها كان لها تجربة سابقة؟ ما الضامن للشاب وأهله أن الفتاة العذراء التي يريدونه أن يتزوجها سوف تكون مناسبة خلقا وديناً ويكون معها سعيدا وموفقا.
هل تعاسة الأبناء شرط لرضا الوالدين؟
نحن لا نريد إلا إرضاء الخالق ولا نريد الوقوع في المعصية أو الزواج العرفي، الأهل قاموا بتهديده أنه إذا تزوجني فإنه لن يدخل بيتهم ولا يعرفهم ثانيةً
فكيف لهم أن يحكموا عليّ هذا الحكم وهم لا يعرفونني ولا يعرفون شخصيتي ولا أخلاقي وطباعي
أنا أعرف تماما أنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق، وإننا لا أريد بهذا الزواج معصية الله نحن نريد الزواج شرعاً ولكنهم لا يباركونه بحجة كلمة عيب أنه يتزوج إنسانة مطلقة
ماذا نفعل في هذه المشكلة حتى يقتنعوا؟ هل أقوم بالكلام معهم وأعرفهم بنفسي فمِن الجائز أن يقتنعوا بي؟ أو أن كلامي معهم يقلل من احترامي لنفسي أو احترامهم لي؟ هل يقوم الشاب بالزواج مني بدون رضاهم؟
هل يقوم الشاب بالزواج من عذراء حتى يحافظ على الشكل الاجتماعي أمام الناس ويرضي أهله بأنه تزوج من عذراء وبعد ذلك يقوم بالزواج مني زواجاً شرعياً ولكن بدون علمهم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فليست المطلقة ممنوعة على من يريد الزواج منها بعد انتهاء عدتها، ولا مانع شرعا من الزواج من مطلقة، وقد كان الصحابة رضوان الله تعالى عليهم يتسابقون إلى الزواج ممن طلقها زوجها أو مات عنها فور انتهاء عدتها، ولم يكونوا يتركون الأرامل والمطلقات يعيشون بدون أزواج، والحل هو أن يوكل ذلك الرجل أهل المكانة والشأن والعلم بأن يقنعوا أهله بالزواج منك بعد السؤال عن خلقك ودينك، ويجتهد في إقناع أهله بهذا الزواج، فإن وافقوا فبها، وإلا فليبحث عن زوجة أخرى يوافق عليها مع أهله، ولتسألي الله تعالى الزوج الصالح، وإن تزوجتما مع معارضة أهله فلا حرج في ذلك شرعا إن شاء الله تعالى. وأسأل الله تعالى لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.