2010-07-05 • فتوى رقم 44637
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
القرض الحسن انتهى ولم يعد له وجود ولا حول ولا قوة إلا بالله، وهناك أسئلة كثيرة تطرح كل يوم عن حكم التعامل مع البنوك والاقتراض منها للضرورة القصوى جدا، فمثلا شخص لا يملك بيتا للسكن وليس عنده غير راتبه ولا يستطيع تأمين متطلبات البنك الإسلامي لقسوة شروطه، وللأسف ولا أحد يقرضه ولا يستطيع الاستئجار لغلائه، وليس هناك بديل عن البنك الربوي فما هو الحل؟ أفيدونا جزاكم الله خيرا لأنه سمِعَ فتوى بأن يقترض بقدر الضرورة وحكمه كحكم آكل الميتة.
نرجو منكم التوضيح وجزيتم عن المسلمين كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يجوز أخذ القرض ما دام بفائدة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ﴾ [البقرة:278]، ولا يباح الربا إلا لضرورة، وهي خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، فالاقتراض بالربا لشراء بيت محرم إذا لم يكن ضرورياً، والضروري هو خيمة بالإيجار، فمن تيسر له خيمة بالإيجار بدون ربا حرم عليه الربا، ومن لم يتيسر له ذلك حل له الأخذ بالربا بمقدار أجرة الخيمة أو أقل مسكن يؤويه مع أسرته، ويحرم عليه الربا فيما فوق ذلك، لأن الضرورات تقدر بقدرها.
فعليه أن يفتش عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن يوفق لذلك، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3]، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.