2010-07-23 • فتوى رقم 44839
بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، أما بعد:
لي سؤال حول برّ الوالدين.
والدي إنسان ظالم ومنحرف عن الإسلام فكيف أبره؟
من جملة ما يقوله لي: "إن شاء الله تصابي بمرض سرطان في الحنجرة لتخرسي" ولا ينفق علي، ولا يسمعني، ولا يعيش معي أصلا بل مع عائلته الجديدة التي يؤْثرها علينا بشكل واضح ووقح، ولا يصلي إلا رئاء الناس، ويطعن في شيوخ أهل السنة والجماعة، ليتغنى بشيوخ الشيعة، فأبين له حقيقة هؤلاء فلا يكترث، يتمنى زواجي ولو من سكير -عافنا الله وإياكم- كي يتخلص من مجرد إقامتي في المنزل، في الأمس انفجرت به باكية، ولم أعد أتحمل القهر والظلم، هل أعتبر عاقة له، فأنا بالنهاية إنسان فكيف لي أن أكبت كل هذا لأعامله بلطف فهو الذي لم يسأل عن حالي ولو لمرة ولا يكترث لوجودي ولا يؤدي واجبه تجاهي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
حق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسني لأبيك قدر إمكانك وتحاولي بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئة مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
أما مشاعرك القلبية فلا تحاسب عليها، إن لم تظهرها، وبقيت حبيسة النفس.
ولا مانع من توكيل من ينصح الأب بالحسنى ويذكره بالله تعالى ويعظه...، وعليكم أن تدعوا له بالهداية، وأسأل الله لكم التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.