2010-07-24 • فتوى رقم 44877
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عندي سؤال:
ما حكم امرأة زنت ثم تابت إلى الله لكنها رجعت عدة مرات ثم تابت؟ ما حكم توبتها؟ وهل توبتها مقبولة عند الخالق عز وجل؟
جزاكم الله عنا خير الجزاء
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته هذه المرأة من أكبر المعاصي، وعليها التوبة النصوح منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليها ستر نفسها، وعدم إخبار أحد بما كان منها، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، وعن كل الرجال الأجانب، وصحبة الصالحات وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، فإن فعلت ذلك تاب الله تعالى عليها وغفر لها، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له. وأسأل الله له الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.