2010-07-27 • فتوى رقم 44921
تشاجرت مع أبي -حيث إنه مريض نفسيا- بسبب أفعال مؤذية صدرت منه مثل إيذاء أمي وتكسير أغراض البيت وكثير من المشاكل في البيت ومع الجيران والناس، وأثناء المشاجرة كنت أحاول ردعه عن هذه الأفعال فقام بتهديدي بالضرب، فقمت بدفعه لكي لا يؤذيني ولم أرد أن أضربه لكنه يتهجم علي بكل شيء يسقط في يده من عصا أو حديدة فقمت بأخذ هاتفه النقال ومفاتيح سيارته ومبلغ من أمواله ( 100دينار كويتي) لكي أردعه عن هذه الأفعال لكن بدون فائدة، حيث قال لي إذا كنت رجلا مزق المال فاستفزني وقمت بتمزيق المال أمامه، ثم هاج علي بالسباب والشتم ثم خرج من البيت واتصل بالشرطة وعندما حضروا إلى البيت قال لهم اسجنوا ابني لأنه يضربني ومزق أموالي، لكنهم لما رأوا ملابسي ممزقة وعليها دماء لم يصدقوه كذلك قدمت لهم أوراقا تثبت أنه مريض نفسيا، فقاموا بنقله إلى مستشفى الطب النفسي ليعالَج من الحالة (الهيستيرية) التي أصابته وبعد مضي أسبوع على علاجه في المستشفى قمت بإخراجه وتقبيل رأسه وإرجاع ماله إليه الذي مزقته من حسابي الخاص، والآن أشعر بالذنب لأني غضبت ومزقت المال فكيف أكفّر عن ذنبي هذا بتمزيق المال؟ هل علي كفارة ما؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أسأت بما صنعت مع أبيك، وكفارة ذلك أن تتودد إليه، وتعظم من بره والإحسان إليه، والسعي في معالجته من مرضه، واحتمال الأذى منه، فحق الأبوين على الأولاد كبير جداً، ولا يجوز للأولاد التنكر لهذا الحق مهما قصر الأبوان في حقهم، وعليهم القيام به في حدود الإمكان، وعليهم أيضاً ترك محاسبة الآباء أو الأمهات عن تقصيرهم في حق الأبناء، فبرُّ الوالدين باب عظيم من أبواب الخير والقرب من الله تعالى لا ينبغي للولد أن يحرم نفسه من ولوج هذا الباب، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
ولذلك فإنني أنصحك بأن تحسن لأبيك قدر إمكانك وتحاول بره بكل الطرق الممكنة، وبالقدر الذي لا يلحق بك ضرراً، وإلا كنت مسيئاً مثله أو أكثر منه، فإن بر الوالدين واجب مهما كانت تقصيراتهم، قال تعالى في حق الأبوين:(( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِن جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ)).(العنكبوت:8).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.