2010-07-27 • فتوى رقم 44927
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته فضيلة الشيخ
أولا: أنا قد أرسلت لكم منذ يومين عن دعاء الزواج وقراءة بعض الآيات في صلاة الزوج والزوجة وقد تكرمت فضيلتكم بالإجابة ولذلك أشكر سيادتكم، وأنا آسف لأني قد أطلت عليك فلي سؤال آخر وهو:
لقد سمعت وقال لي بعض الناس إن صلاة الاستخارة لابد أن أصليها وبعدها مباشرة لا أتكلم مع أحد، فهل هذا يجوز فعلا وهو الذي لابد من عمله؟ حيث إني في الماضي كنت أصليها وبعدها أقعد أتكلم مع أهلي وأصدقائي وبعدها أنام،
دلني فضيلة الشيخ ما هي الصلاة الصحيحة، وهل فعلا عندما أصلي صلاة الاستخارة لابد أن أصليها وبعدها أدخل وأنام مباشرة ولا أتكلم مع أحد؟
وشكرا لفضيلتكم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما قاله لك الناس غير صحيح، فلا مانع من الكلام بعدها، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.