2010-07-27 • فتوى رقم 44956
سيدي قد أرسلت لكم هذا السؤال من قبل لكن يبدو أنه حدث خطأ في الإجابة فكان الجواب لسؤال آخر:
أنا شاب معدم تقريبا وأعمل مع إخوتي في محل لنا بالإيجار، وبصعوبة أحصل على مصروفي البسيط، وعليّ الكثير جدا من الديون والالتزامات تجاه الآخرين وخاصة صديق مقرب جدا لي قد أقام مشروعا مشابها للمحلّ الذي نعمل به أنا وإخوتي على أساس الشراكة لمساعدتي في إيجاد دخل خاص بي يساعدني على الحياة، وقد تكفل بجميع المصاريف اللازمة كما أدانني الكثير من المال لحل مشكلاتي ومنها أموال اقترضها من آخرين على كفالته من أجلي وأمانة سمح لي بالتصرف بها على شرط أن أعيدها كما كانت خلال مدة زمنية محددة ولكنني لم أعدها، والمشكلة أن المشروع الذي أقامه قد فشل لأسباب تتعلق بي رغم أنه كان منها أسباب خارجة عن إرادتي، وهو الآن مثقل بالديون بسببي والالتزامات التي ترتبت عليه نتيجة فشل المشروع والتي يتحملها جميعا عني بسبب عجزي المادي، وفي نفس الوقت أنا كنت على علاقة محرمة مع امرأة كانت لا تمانع من الاستمرار بها دون زواج ولكني قررت الزواج منها لعدم الاستمرار في الحرام من جهتي خاصة، إنها تحبني كثيرا وقد يهاجر أهلها إلى أمريكا قريبا، وفعلا عقدت القران عليها وأنا لا أملك شيئا ولكن صديقي اشترط عليّ بأن لا أتم هذا الزواج -وهو يعرف كل علاقتي بها منذ البداية- إلا إذا أعدت له جزء من الأمانة على الأقل حتى لا يثقل علي وإلا فإنه لن يبارك لي بالزواج أبدا لأن الأمانة لها أهمية كبرى عنده تتعلق بوالدته، فالسؤال سيدي أيهما أولى: أن أتم هذا الزواج وأصرف على تجهيزها ما أحصل على مال من أهلي حيث إني بحاجة للاستقرار أم أن أسدد ما طلبه مني صديقي و خاصة إعادة الأمانة له أولا؟
وإذا تزوجت -وهذا ما حدث- دون أن أعيد لصديقي الأمانة التي طلبها وتركته غارقا بالديون والالتزامات لوحده والتي يعاني بسببها من ضيق مادي شديد تحمّله لمدة أكثر من سنة حتى الآن وللآخرين ديونهم فأي ذنب أكون قد ارتكبت؟ وإذا قام صديقي ورفع عليّ سندات الأمانة في المحكمة ليعاقبني على استهتاري به وبأحواله التي وصل إليها بسببي فهل يكون قد ظلمني؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك الآن أن تبذل جهدك في وفاء ما عليك من التزامات نحو صديقك هذا في أسرع وقت، مع التوبة النصوح من المعاصي التي ارتكبتها في الماضي والعزم على عدم العود إليها، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.