2006-04-07 • فتوى رقم 4498
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا شيخ: كل منا يعرف ( باقة قنوات المجد )، ونظامه أنك تقوم بالاشتراك سنويا، ًولكني قمت بتركيبه من غير اشتراك بمساعدة إحدى العمالة المحترفة، وعندما علمت بحكمه أردت إقفاله ولكن رفضت (أمي) وتوعدتني بالدعاء علي إذا قمت بقفله. أرجو منك يا شيخ أن تقدم لي نصيحة لي ولوالدتي، وبيان حكم توعد (أمي) بالدعاء على، وهل على إثم إن أقفلته و(أمي)غاضبه؟
جزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الموضوع يدخل تحت اسم الحقوق المعنوية أو الأدبية، وهل هو مال أم لا، وقد اختلف المعاصرون من الفقهاء في شرعية الاستفادة من هذه البرامج بدون إذن أصحابها، فذهب البعض إلى أن هذا النوع من الحقوق أموال كسائر الأموال الأخرى، فلا يجوز لأحد أن يستفيد منها إلا بإذن من صاحبها ومالكها، وذهب البعض إلى أنها ليست أموالاً، ولهذا لا يجوز احتكارها ومنع الناس الآخرين منها، وأنا أميل إلى رجحان القول الثاني، وعليه فلا بأس بالاستفادة من هذه البرامج ـ في نظري ـ بشرط أن لا تمنع منه السلطات المختصة في الدولة، فإذا منعت منه وجب الامتناع عنه، لأن أمر ولي الأمر واجب النفاذ ما دام في حدود المباحات، لقوله تعالى: (يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الأَمْرِ مِنْكُمْ فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ ذَلِكَ خَيْرٌ وَأَحْسَنُ تَأْوِيلاً) (النساء:59).
وأفضل الحلول في نظري لمشكلتك أن تدفع مبلغ التشفير وتستبقي القناة لوالدتك.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.