2006-04-08 • فتوى رقم 4511
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حدثت صديقي الذي هو بمثابة أخي عنك يا حضرة الشيخ وطلب مني أن أبعث لك بقصته لكي تساعدنا وتمدنا بالحل الأنسب لهذه القضيه المعقده نوعا ما.
صديقي إنسان ملتزم جدا - والله أعلم - ويحافظ على الدين منذ صغره، وهو دائما يسعى لعمل الخير ومساعدة المسلمين وعنده نضوج ديني بكل معنى الكلمة.
تعلم موضوع المحاماة وخلال فترة تعلمه كان يعمل مع أهله بمشاريعهم، حيث كانوا يمرون بأزمه مالية وحاول جاهدا بدوره أن يساعدهم، ونحن نعيش في دولة التعامل بالربا شائع فيها بشكل كبير، لذلك هو تداين بالربا تحت اسمه لمساعدتهم وإخراجهم من المأزق الذي يمرون به حتى تكدس المبلغ وتجمع ليصبح عليه مبالغ كبيره جدا بالدين، وهذا كله لأنه يحرص جاهدا على إرضاء أهله، وأصبح لا يرفض لهم أي طلب... وفي يوم من الأيام فتح أهله موضوع الزواج أمامه... وهو قال لأمه أنا مستعد أن أتزوج ولكن بشرط أن تكون محافظه على الدين حيث إنه قد وضع مواصفات للفتاة التي يريد أن يرتبط بها وفي قائمة أولوياته أراد أن تكون متدينه... أمه وأباه ذهبا بدورهما واختارا له ابنة خالته وتكلما مع أهلها، وكان من المفروض أن يجلس هو معها ليتعرف عليها على الأقل في إطار العائله طبعا... وبالفعل بعد أن جلس معها ولم يكن قد قرر أنه يريد أن يرتبط بها، تأكد أنها لن تلائمه حيث إنها غير ملتزمه دينيا ولا تعرف الكثير عن الدين وتعلمت بمدرسة يهودية منذ كانت في الصف الرابع، من ناحيه ثقافية لا يوجد انسجام بينه وبينها، وأيضا من ناحية الجمال هي متواضعة الجمال... باختصار الحد الأدنى من القبول غير موجود، إذا هو قام برفضها وأعرب عن عدم رضاه منها ولكن أهله اعتبروا الموضوع قد انتهى بمجرد أنهم فاتحوا أهلها بالموضوع... هو حاول مرارا وتكرارا أن ينهي القصة ولكن دون جدوى... كلم أم الفتاه أي خالته أنه لا يريد ابنتها واستعان ببعض المقربين إلى أهله ولكن دون فائده، أهل الفتاه متمسكون به مهما كان وأهله متمسكون بالفتاة مهما حصل... أمه هددته بالغضب وأبوه أيضا بأشياء شبيهة، والمهم جدا جدا بالموضوع أن أبوه هدده أنه إذا لم يرتبط بالفتاة سوف لن ولن يساعده بدفع الدين الذي هو أصلا استدانه من أجل أهله، ومعنى هذا الكلام أن صديقي سوف يتعرض للمشاكل الجمة والقانونية التي قد تهدم له ما بناه طوال السنين، لأن المبلغ كبير جدا ولن يستطيع أن يدفعه، وأبوه جاد جدا بتهديده، ما العمل الآن، هل يقبل بالفتاة ويرتبط بها ويكسب رضا والديه ومستقبله على حساب سعادته الزوجية، وهل يكون له أجر بذلك؟
هل يرفضها بجموح وقوة " واللي يصير يصير" بالرغم من مستقبله الذي سيهدد بالخطر وغضب والديه؟
ما العمل أرجوك ساعدنا... وأرجو من حضرتك أن تتعرض لكل النقاط الموجودة في السؤال مع الشرح ، وبارك الله فيك وجزاك عنا كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا أول عقوبة الله تعالى له في الدنيا بسبب استدانته بالربا المحرم، الذي شدد الله الوعيد لمن يتعامل به، وعليه التوبة النصوح والاستغفار وعدم العودة للاستدانة بالربا.
وعليه أن يقنع والديه بكل الوسائل الممكنة برفضه للفتاة، ثم يتزوج ممن يريد هو لا بمن يريدها والداه، وأسأل الله تعالى له التوفيق، ولكن على كل حال عليه أن يحاول أن يرضي والديه ما استطاع.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.