2010-08-07 • فتوى رقم 45187
أنا بديعة من المغرب تقدم شاب لخطبتي فسأل عنه والدي وعرف أنه شاب ملتزم من عائلة متوسطة الحال لكن ليس له بيت فهو يعيش مع العائلة وليس له عمل مستقر، وهو يبحث عن فتاة ملتزمة تضع رضاء الزوج وطاعة الله نصب عينيها
تحدث إليه في الحقيقة أشعر بارتياح نحوه وهذه المواصفات هي التي أريدها في زوج المستقبل، وأبي لا يمانع وقال إن من حقي أن أرفضه أو أقبله
لكن المشكلة تكمن في عدم موافقة عم الوالد على زواجي به فهو كبير العائلة والكل يحترم كلمته، وقد وضعني بين أمرين وهما الزواج بهذا الشاب ونسيان أن لي عمّ أب أو رفضه للحفاظ على صلة الرحم التي بيننا وسبب رفضه هو عمل الشاب و مسكنه وأنه من غير مدينتنا، أبي ينصحني بالتخلي عنه فإن صبرت فسوف يعوضني الله خيرا منه مقابل الحفاظ على صلة الرحم، وأنا محتارة بين التخلي عن من رضيت دينه وخلقه وبين صلة العم
فأرشدوني بارك الله فيكم
أرجو الإجابة في هذا الأسبوع قبل يوم الخميس المقبل
فإني طلبت منه أن ينتظر إجابتي حتى الأسبوع المقبل فالمرجو الرد علي في هذا الأسبوع
والأمر ضروري.
شكرا وبارك الله فيكم، والحمد لله أن توفرت لنا فرصة السؤال عما نجهله في ديننا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلك الخيار في اختيار الزوج واختيار زمن الزواج بحسب ظروفك، وعليك تقدير ذلك بدقة وعدم التهاون في التقدير، لأن الفرص الجيدة قد لا تتعدد ولا تتكرر.
وعليك بصلاة الاستخارة فبها يوجهك الله تعالى إلى ما فيه الخير إن شاء الله تعالى، فهو وحده علام الغيوب، وصلاة الاستخارة تكون بصلاة ركعتين لله تعالى نفلاً في وقت تكون فيه نفس المصلي مطمئنة ومرتاحة، ويحسن أن تكون بعد صلاة العشاء، وفي غرفة هادئة، فيصلي المستخير لله تعالى في أمر مباح ركعتين، ثم يجلس بعدهما متجها للقبلة ويدعو الله تعالى بدعاء الاستخارة المأثور، (اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي، ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به)، ثم يسمي حاجته، ثم يغمض عينيه ويتفكر في قضيته التي يريد الاستخارة فيها، فإن انشرح قلبه لها مضى فيها، وإلا أعرض عنها، فإذا لم يحس بشيء يصلي لله تعالى ركعتين مرة ثانية، ثم يدعو الله تعالى مثل الأولى، ويتفكر أيضا ، فإذا لم يتضح له شيء يعيد الصلاة والدعاء والتفكر إلى سبع مرات، ثم ينام ويترك أمره لله تعالى، وهو سوف يوفقه إلى ما فيه الخير من حيث لا يدري إن شاء الله تعالى. وليس هنالك سور محددة لصلاة الاستخارة، وإذا قرأ المستخير في الركعة الأولى (قل يا أيها الكافرون)، وفي الثانية (قل هو الله أحد)، كان حسناً.
وأسأل الله أن يرشدك لصواب أمرك، وأن يسدد رأيك
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.