2010-08-12 • فتوى رقم 45325
أنا مصري وأعمل في بلد عربي ومتزوج وأسرتي تقيم معي في نفس المكان، تعرفت على سيدة مطلقة ولديها طفلان وهي من أهل البلد التي أعمل بها وتقدمت للزواج منها فوافقت وقد تنازلت عن جميع حقوقها الشرعية، ثم ذهبنا لثلاثة رجال مسلمين وأشهدتهم أن هذه السيدة زوجتي فهل يصح هذا الزواج؟ وهل علاقتي بها بعد هذا الإجراء حلال أم حرام؟ علماً بأن والدها متوفى وأهلها يعيشون في بلاد أخرى بعيداً عنها، وعلى حد قولها ليس لديهم مانع من زواجها ممن تختاره.
ونظراً لظروفي الخاصة ووجود أسرتي معي ورفض زوجتي الأولى زواجي من أخرى فقد اتفقت مع الزوجة الثانية على عدم إعلان زواجنا تجنباً للمشاكل.
أرجو أيضاً معرفة ما معنى الولي في الزواج؟ هل مجرد موافقته دون حضوره تكون كافية لاستكمال شروط الزواج؟
وهل يجب أن يكون الزواج موثقاً أم مجرد الإيجاب والقبول وإشهاد بعض المسلمين يكون كافياً لصحة الزواج؟
أرجو أن تفيدونا وجزاكم الله خيراً.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعقد الزواج لا يصح إلا بشروط وهي:
1) أن يكون اللذان يجريان عقد الزواج –سواء كانا زوجين أو وكيلين أو وليين- عاقلين بالغين رشيدين.
2) أن يتم العقد بشهادة رجلين أو رجل وامرأتين عاقلين رشيدين مسلمين سامعين الإيجاب والقبول وفاهمين له.
3) أن يتم العقد بإيجاب وقبول مستكملين شروطهما الشرعية.
4) أن تكون الزوجة ممن يحل للزوج الزواج منها، كانتفاء المحرمية وانتفاء العدة و...
وعند غموض ذلك يجب الاستعانة بعالم من العلماء ليجري العقد بين الزوجين على أصوله الشرعية.
5) موافقة ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، ولا يشترط ذلك إذا كانت بالغة رشيدة عند بعضهم.
فإن وجدت هذه الشروط صح العقد وتم الزواج، و إلا فلا.
ولا تفسد السرية العقد عند أكثر الفقهاء ما دام تم بشاهدين، وتوفرت بقية أركان عقد الزواج.
والزواج المستوفي لشروطه الشرعية وغير مسجل رسمياً لدى السلطات الرسمية في الدولة صحيح، لأن التسجيل ليس شرطاً في صحة الزواج عند عامة الفقهاء، ولكني أنصح بتسجيل عقد الزواج رسمياً لدى السلطات المختصة لما قد ينتج عن عدم تسجيله من ضياع للحقوق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.