2010-08-15 • فتوى رقم 45383
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
شيخي: منذ سنتين أخذ خطيبي قرضا من البنك بقيمة 15000دت، وذلك للدخول في مشروع و تحسين دخله بقصد القدرة على الزواج، لكن فشل المشروع والآن يسدد القرض ولا يبقى له ما يمكنه من الأكل و الشرب حتى إنّ أبي رأف بحاله، وهو الآن يقطن في منزلنا.
لمّا أخذ القرض لم نكن نعلم أنّه رِبا لقلّة معرفتنا بالدّين للأسف، الآن وقد علمنا بذلك نتجنّب أخذ قرض آخر لنتمكن من الزواج، فنحن مخطوبان منذ 5 سنوات وإلى يومنا هذا لم يتمكّن حتى من تلبيسي خاتم الخطبة.
ولكن يا شيخي لا يزال هناك 7 سنوات لتسديد القرض، ثم 3 سنوات على الأقل لنجمع مبلغا يمكّننا من الزواج، فهل علينا أن ننتظر 10 سنوات أخرى لنتزوج؟! أم نأخذ قرضا آخر والله هو أعلم بحالنا فيغفر لنا؟!
نرجو منك شيخنا أن تدلّنا على أحسن الأعمال في حالنا التي ترضي الله وتوفقنا بإذن الله وشكرا جزيلا مسبقا على إجابتك.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا هو الربا المحرم والمنهي عنه، ولا يجوز أخذ قرض بفائدة، قليلة أم كثيرة، للنهي عن ذلك بقوله تعالى: ﴿وَأَحَلَّ اللّهُ الْبَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا﴾ [البقرة:275]، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279]، ولا يباح الربا إلا عند خشية الهلاك بدونه، وعدم وجود طريق آخر لدفع الهلاك، وما ذكرت ليس منه، فعليكم أن تفتشوا عن حل آخر غير القرض الربوي، وأرجو أن توفقوا لذلك، ومن ترك شيئاً لله عوضه الله تعالى خيراً منه، وقال تعالى : (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ) [الطلاق : 3].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.