2010-08-17 • فتوى رقم 45428
السلام عليكم
أنا فتاة عُقد قراني من حوالي شهرين بعد صراع مع أهلي حيث إن الزواج يبقى عليه ما يقرب من السنة لكني لم أستطع تحمل فترة الخطوبة لأنها غير شرعية حيث كان يزورني ويحدثني في الهاتف طويلا، بعد عقد القران بدأ زوجي يطلب مني أن يقبلني وأنا رفضت كثيرا رفضت حتى أن أُظهر له شعري أو حتى القليل من جسدي، لكنه يقول إنه يحبني وأنا لم أقوَ على دفعه أكثر من ذلك، قبلني في الوقت الذي نجلس فيه وحدنا وهو ليس طويلا حيث إن أهلي يجيئون ويذهبون كثيرا، وبعدما ذهب قالت لي أمي إنها رأتنا وإنها تجسست علينا ونهرتني كثيرا وقالت لي كلاما جارحا جدا وأني عقدت قراني لهذا السبب وأنني لم أعد ابنتها التي تثق فيها وأن أخلاقي فسدت وأنا التي كنت مثالا للأدب والأخلاق يحتذى به، وحدثت زوجي أيضا وقالت له كلاما جارحا وأنه غير أمين وأنها لم تعد تثق بنا وهو أيضا شخص محترم طيلة عمره ويحفظ القران، نحن في حزن شديد يا شيخ –والله- إلى حد المرض وزوجي قرر أنه لن يأتي لزيارتي بعد اليوم، وأنا في كرب شديد لا أستطيع العيش ولا الطعام ولا الشراب ولا أذاكر رغم أني في امتحانات كلية الطب، أصابني الاكتئاب وأشعر أن لا شيء في الدنيا يمكن أن يكون جميلا، لا أستطيع أن أتحدث مع أمي رغم كل هذه الإهانات ولا أعلم أأنا مخطئة أم لا؟ والله يعلم أني رفضت ذلك وأنه حدث رغما عني، ادع لي يا شيخ وقل لي كيف أتصرف مع أمي وماذا أفعل بعدما فقدت احترامي لنفسي واحترام أهلي لي.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما كان منكما قبل العقد محرم بلاشك، فالخطيبان قبل العقد أجنبيان عن بعضهما من كل الوجوه كالغرباء، وعليكما الآن أن تتوبا إلى الله تعالى توبة نصوحا بالندم الطويل والاستغفار الكثير، وفعل الصالحات، وعليكما أن تعتذرا لأمك وتطلبا منها فتح صفحة جديدة، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له، والله تعالى عفور رحيم، وأسأل الله لكما التوفيق والعفو.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.