2010-08-25 • فتوى رقم 45609
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
تحية طيبة وبعد:
الرجاء الإفادة عن حكم الدين في المعاملة التالية:
التعامل مع صندوق التنمية الاجتماعية بمصر والذي يهدف للمساعدة على التخفيف من حدة الفقر ومواجهة البطالة بإيجاد المزيد من فرص العمل لأصحاب المشروعات الصغيرة الجديدة ويوفر لهم الحزم الائتمانية والمساعدة الفنية ويعمل على إكسابهم المهارات المطلوبة للنجاح وإمدادهم بالمعرفة.
وذلك بغرض إقامة مشروع خدمي ( محطة تمويل بنزين تشمل ملحقات كمغسلة للسيارات) حيث سيتم:
1. إما إقراضنا المبلغ المطلوب مباشرة من الصندوق من خلال أحد البنوك الراعية للصندوق.
2. أو يقوم الصندوق بنفسه بشراء المعدات المطلوبة ثم منحنا إياها دون أن تنتقل ملكية الأصول للصندوق.
وفي كلتا الحالتين سيتم احتساب فائدة قدرها10% متناقصة على أصل المبلغ والذي سيرد على خمس سنوات (يبدأ السداد بعد نهاية أول سنة).
وهل الحكم ينسحب على كافة أشكال المشاريع سواء كانت صناعية أو تجارية أو خدمية؟
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأما القرض بالنقود فإن كان بفائدة فهو من الربا المحرم مهما قلت الفائدة، والربا من أشد المحرمات عند الله تعالى، وقد أعلن الله الحرب على آكلها، قال تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ ...﴾ [البقرة:278_279].
وأما الشراء من الصندوق فإذا كان الصندوق هو الذي يشتري المعدات ويدفع ثمنها للبائع، ثم يبيعها لك بالتقسيط بثمن أعلى، ولا يشترط عليك أي زيادة بعد ذلك إذا تأخرت في السداد لظروف خاصة، فلا مانع من ذلك، وهذه الطريقة مباحة شرعاً.
أما إذا كان المشتري هو أنت، والصندوق يقرضك الثمن قرضاً بفائدة لتسدده على أقساط، أو يشترط عليك زيادة في الفائدة إذا تأخرت في السداد فلا يجوز شرعاً الشراء بهذه الطريقة.
وذلك فصل ما بين الحرام والحلال، وذلك لشدة حرمة الربا، حيث قال سبحانه: ﴿فَإِنْ لَمْ تَفْعَلُوا فَأْذَنُوا بِحَرْبٍ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَإِنْ تُبْتُمْ فَلَكُمْ رُؤُوسُ أَمْوَالِكُمْ لا تَظْلِمُونَ وَلا تُظْلَمُونَ﴾ [البقرة:279].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.