2010-08-27 • فتوى رقم 45626
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الشيخ: ما حكم من يكذب لكي لا يجرح من أمامه أو من يحب؟
أختي تحب عادات وتقاليد اليابان وتحب أيضا فنانيهم، وأنا لقد أحببت تقاليدهم أيضا ولكن أختي تغضب وتقول إنها لا تريد من أحد أن يكون له مثل هوايتها وإذا علمت أنني قد أحببت اليابان وفنانيها فسوف تترك ذلك وتغضب علي وتشكوني إلى الله لأنني قد حلفت لها أن لا أقرب منهم، ولكني أعجبت بهم كثيرا ولا أدري ما أفعل. وهل ممكن أن أصوم كفارة اليمين؟
فكرت في أن أكذب عليها وأقول لها بأني أحببتهم قبل أن تعلم هي بهم لأنني لا أقدر أن أترك هذه الهواية ولا أريد أن تغضب أختي مني وتتركهم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فمن خالف يمينا حلفها فعليه كفارة يمين، فعليك كفارة يمين، وكفارة الحنث باليمين أحد أمرين على الترتيب: الإطعام أو الكساء لعشرة مساكين للقادر عليه، أو الصيام ثلاثة أيام متتابعات للعاجز عن الإطعام والكساء، مع العلم أنه لا يصح التكفير بالصوم مع القدرة على الإطعام أو الكساء؛ لأن الإطعام والكساء مقدمان على الصوم لقوله تعالى: ﴿لا يُؤَاخِذُكُمُ اللَّهُ بِاللَّغْوِ فِي أَيْمَانِكُمْ وَلَكِنْ يُؤَاخِذُكُمْ بِمَا عَقَّدْتُمُ الأَيْمَانَ فَكَفَّارَتُهُ إِطْعَامُ عَشَرَةِ مَسَاكِينَ مِنْ أَوْسَطِ مَا تُطْعِمُونَ أَهْلِيكُمْ أَوْ كِسْوَتُهُمْ أَوْ تَحْرِيرُ رَقَبَةٍ فَمَنْ لَمْ يَجِدْ فَصِيَامُ ثَلاثَةِ أيام ذَلِكَ كَفَّارَةُ أَيْمَانِكُمْ إِذَا حَلَفْتُمْ وَاحْفَظُوا أَيْمَانَكُمْ كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ﴾ [المائدة:89].
فالكفارة بعد الحنث باليمين (لا قبله) هي إطعام عشرة مساكين، بمعنى التصدق على كل واحد منهم بمقدار قيمة /2/ كغ من القمح، أو كسوتهم، فإذا عجزت عن ذلك فعليك صيام ثلاثة أيام متتابعات.
والإطعام المقصود في كفارة اليمين هو تمليك الطعام أو قيمته للفقير، والطعام عند إطلاقه يراد به الطعام الأساسي وهو القمح أو الشعير أو الأرز أو...، والمقدار هو نصف صاع من القمح أو صاع من غيره من الأجناس الأخرى لكل فقير، ومقدار الصاع 3.5 كغ، ومن أراد إخراج القيمة، أخرج ثمن 3.5 كغ، أخرج ثمنها بحسب ثمنه في البلد الذي هو فيه، مع العلم أن إخراج القيمة جائز عند كثير من الفقهاء.
ولك أن لا تخبري أختك بمشاعرك هذه، وليس لك أن تكذبي، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.