2010-09-06 • فتوى رقم 45798
السلام عليكم
لدي صديق شاب عنده 26 سنة يقول لي أنه ضعيف أمام شهوة الجنس وعندما أفعل الذنب أرجع نادما جدا، وزعلان جدا جدا، وأخد قرار البعد عن الذنب وبالفعل أبتعد لمدة كبيرة، ولكن ضعف مرة أخرى وارتكب الزنا، وهو يحب الصلاة، ولكنه يواظب فتره كبيرة جدا على الصلاة، ويقوم الفجر للصلاة، وفترة أخرى لا يصلي نهائياً، وإن هذا شيء يجعله يجن من نفسه وكاره نفسه.
ماذا يفعل؟
وهل بإمكاني أن أساعده مع العلم أنه شخص محبوب جدا جدا من جميع الناس ورضا الله يبان عليه في وجهه.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليه بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاته وسكناته، لا تخفى عليه خافية، وعليه أن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، وعليه بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبته على طاعته، ويحفظه من معصيته، إنه سميع مجيب.
وإن وقع _لا قدر الله_ في المعصية فليتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله له إن شاء الله تعالى، فإن عاد إلى المعصية فليعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
وللصّلاة مكانة عظيمة في الإسلام، فهي آكد الفروض بعد الشّهادتين وأفضلها، وأحد أركان الإسلام الخمسة. قال النّبيّ صلى الله عليه وسلم : ((بني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلاّ اللّه، وأنّ محمّداً رسول اللّه، وإقام الصّلاة، وإيتاء الزّكاة، والحجّ، وصوم رمضان)) رواه الشيخان، والآيات والأحاديث في أهمية الصلاة ومكانتها كثيرة جداً، فليحرص على أدائها في أوقاتها ولا يتهاون بذلك، وإن كان يجد صعوبة في الالتزام بفروض الإسلام وواجباته في البداية، فإنه سيسهل عليه، ويتيسر له بعد ذلك، إن شاء الله تعالى، وفي ذلك سعادته في الدنيا والآخرة، وأسأل الله له التوفيق ودوام طاعته.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.