2010-09-09 • فتوى رقم 45875
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
عندي قضية باتت تشغل بالي منذ سنين عدة وإليكم مختصرها لعلكم تقدرون أن تريحوا بال أخيكم فيما يرضي الله وما هو الصواب: تزوجت من فتاة مطلقة كان عندها بنت من زوجها الأول، الفتاة عاشت في الولايات المتحدة الأمريكية منذ صغرها ولم تتلق تربية إسلامية قوية، تزوجت من أجنبي رغم والدها (الذي لم يؤيد) بشهادة عمها وموافقة والدتها، الأجنبي أسلم ليتم الزواج، و مرت خمسة أعوام أنجبوا خلالها بنتا صغيرة حدث شجار بينهما كبير وحينها أقر لها أنه لا يعترف بالإسلام ولا يقر به إنما فعلها كي ينال منها ويتزوجها، لست أدري الدافع أو السبب الحقيقي للشجار، لأنه أثبت بعدها أنه كان له عشيقة والفتاة من النوع الحساس والغيور جداً. عموما، كلاهما لم يكونا ليصليا أو يصوما أصلاً أو يمارسا الدين، حتى البنت المولودة أسموها اسماً مسيحياً أجنبيا، فعندما قال ما قاله هجرته الفتاة لأنه مرتد لفترة من الزمن، قالت أن أهلها سألوا شيخاً وقال أنها تحرم عليه لأنه مرتد.
خلال تلك الفترة تعرفت عليها، كانت نيتي شريفة حيث أشفقت عليها وعلى بنتها بعد سماعي قصتها، وخاصة أنها قد خسرت وظيفتها وأهلها لا يساعدوها ماديا، علما أنها لم تكن حريصة على عفتها أو سمعتها لبعدها عن الدين أو الحضارة العربية، فقد كانت سمعتها مشبوهة، إخوتي في الله طلبوا مني أن أنصحها وأساعدها للثواب لأنها بنت بلد وبعض الشباب كان يتهافت للتسابق في خوض المحرم معها لسبب تصرفاتها، لبسها وسمعتها، ولأن قلبها طيب ويستجيب طلبوا مني التدخل. ساعدتها في أوراق الهجرة والمحامي. أخذتها إلى المحكمة الأمريكية لطلب الطلاق من زوجها السابق بحجة اعتدائه عليها ضربا. لم يحضر زوجها حينها لأنه كان في السجن في ولاية أخرى في قضية تزوير شيكات. فحصل الطلاق حينها في المحكمة وحصلت على حضانة البنت كونه لم يكن هناك للدفاع.
وبعد فترة وجيزة و مع دوام العلاقة اقتربنا من بعضنا واقترفنا الفاحشة، تعذبت ليلتها ولم أسامح نفسي فسألتها الزواج في اليوم الثاني. كانت هي سعيدة كل السعادة أما أنا فكنت أقتل من داخلي لأنها لم تكن الطريقة التي تمنيتها في الزواج والتي لن يرض عنها أهلي قطعاً.
تزوجتها في المسجد بعدها، و لأسباب قانونية تتعلق بهجرتها لم نتزوج في المحكمة الأمريكية إلا بعد مرور سنوات حتى حصلت على الجنسية. زوجتي هداها الله إلى الصلاة، الصوم والحجاب بعد زواجنا. والكل يحسدني على إيمانها وحبها لدينها لأنها صارت أحسن مني. لكن لسنوات ينتابني الشك في طلاقها الأول، وفي زواجنا نحن لأنه ليس من السهل أن نقول هذا مرتد وهذا كافر من غير دليل قاطع ولست أدري أن زواجنا بسبب الزنا شرعي لأننا لم نتب قبل الزواج بل بعده. هي أكدت لي أنها سألت شيخاً على الهاتف والذي أكد أن زواجنا حلال و شرعي.
سؤالي هل طلاقها كان صحيحاً؟ و هل زواجنا حلال و شرعي؟ هل يستلزم عمل شيء لتحليله إذا لم يكن حلالا علماً أن بيننا الآن أطفال ومرت ستة سنوات على زواجنا. كل ليلة في الست سنوات أذبح فيها بسبب الشك، لعله عتاب أو عقاب دنوي على ما اقترفناه و شكراً أخي الكريم.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يمكن البت في موضوعك للتسابك فيه، ويمكنك عرضه على فقيه متمكن مع الشرح الوافي لأخذ الحكم، وأتمنى لك ولها النوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.