2010-09-26 • فتوى رقم 46203
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا
لدي سؤالان هامان جدا بالنسبة لي في هذا الوقت.
الأول: أنا طبيبة متخرجة حديثا, وأنوي الاختصاص إن شاء الله، أنا أحب الجراحة وأنوي هذا المجال بإذن الله.أفكر بالاختصاص في الجراحة التجميلية, لأنني أحب هذا المجال ولعدة أسباب أخرى هي: هي من الجراحات الأقل تطلبا فعملياتها ليست طويلة أو خطيرة مثل الجراحات الأخرى.
المناوبات فيها أقل, وهذا موضوع هام لي من أجل عائلتي وأطفالي في المستقبل إن شاء الله.
معظم مرضى هذا المجال من النساء والأطفال.
عملياتها أقل تعقيدا وخطورة من الاختصاصات الأخرى
والدخل المادي في هذا الاختصاص جيد.
ولكنني أيضا أعلم أن تغيير خلق الله حرام, وبعض الناس يلجؤون للعمليات التجميلية فقط لأن شكلهم لا يعجبهم.
فأنا أريد معرفة رأيكم في هذا الموضوع. هل يجوز اختيار الجراحة التجميلية والترميمية كاختصاص؟
مع العلم أنني أنوي إن شاء الله إكمال اختصاصي في ألمانيا, وهناك يجب علي تعلم كل أنواع العمليات سواء التجميلية منها أو الترميمية. لكنني لا أنوي أن أقوم بأي عملية لأسباب تجميلية فقط دون سبب طبي أو صحي واضح لإجرائها. فما رأيكم؟
تغيير خلق الله عز و جل حرام. لكن عند بعض الناس يوجد عندهم عيوب تؤثر على حياتهم اليومية (مثل أنف غير منتظم أو كبير جدا, جلد مترهل مثلا بعد ولادات عديدة, أذنان كبيرتان ومتقدمتان مثل الخفاش, الخ) هل يجوز إجراء عمل جراحي تصليحي لهؤلاء؟
المسألة الثانية: في ألمانيا, مثل معظم الدول الغربية, يتصافح الناس عند لقائهم لأول مرة احتراما وترحيبا بالشخص الجديد. فأنا كنت هناك وفي أول يوم من الدوام مد جميع أفراد الطاقم الطبي أيديهم إلي للمصافحة والترحيب. كانوا رجالا ونساء, فصافحتهم بتردد ولم أرتح لهذا, ولكنني لم أجد مخرجا. فعدم رد المصافحة أمر مهين لهم. فعلت ذلك وأنا كارهة وأنّبني ضميري. فقرأت فتوى بهذا الموضوع وقيل إنه مَن أمن الفتنة فلا حرج في ذلك فقط عند الضرورة.
أرجو إفادتي برأيكم.
وجزآكم الله خيرا على جهودكم وعن أمة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانت الأعضاء المراد تجميلها في شكلٍ مقبولٍ أصلاً، وليست شاذة شذوذاً بيناً، ولا تدعو الحاجة الطبية إلى ذلك، ويمكن إزالة التشويه بدون جراحة مثل الرياضات مثلا، فلا يجوز تجميلها بعمليات جراحية، أما إذا كان حالها على غير ذلك، بأن كانت معيبة عيبا بيان مثلا، وكان بالإمكان إجراء جراحةٍ تذهب عنها هذا المنظر غير العادي المحرج أمام الناس، وكانت العملية مأمونة، فلا مانع من إجرائها بشرط اتخاذ الاحتياطات المناسبة لئلا يتسبب عن ذلك ضرر.
أما مصافحة الرجل للمرأة الأجنبية ومصافحتها له فلا يجوز ذلك باتفاق العلماء إذا كانت شابة، أما العجوز فلا باس بمصافحتها عند كثير من الفقهاء.
وعليك أن تعتذري لهم بما شئت من أعذار، وبإمكانك أن تحملي بعض الحلوى والسكاكر تضيفين من يمد يده إليك من الرجال بدلا من المصافحة، أو غير ذلك.
وأٍسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.