2010-10-14 • فتوى رقم 46438
عندما كنت صغيرة زنيت مع عمي عدة مرات وقد كان يعطيني مقابل ذلك بعض الحلوى والقطع النقدية، استمر ذلك عدة مرات حتى أني لا أذكر أول مرة. وبعد أن كبرت صرت أرفض من يتقدم إلى خطبتي إلى أن ذهبت إلى طبيبة نسائية وقالت لي إنك عذراء، بعدها تقدم لخطبتي رجل فوافقت لكني الآن أشك في صحت ما قالته لي الطبيبة، فهل أخبر الذي خطبني؟ ما حكم الشرع؟ أنا لا أجرؤ على ذلك لكن لا أريد خداعه؟ وما هو حكم الشرع بالنسبة لي؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلته سابقاً من أكبر المعاصي، وعليك الندم والتوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ولا مانع من التأكد من طبيبة أخرى قبل الزفاف، ولا تخبري الخاطب بالأمر، بل تكفيك التوبة النصوح والابتعاد عن كل رجل أجنبي وعن الخلوة بذلك العم، فإذا كنت غير عذراء فلك الترقيع بعد التوبة سترا للعيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.