2010-10-19 • فتوى رقم 46488
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي أرجو الرد على سؤالي باستفاضة
أنا شاب الآن في 23 من عمري وأنتمي إلى كلية الطب، تربيت وأنا صغير على الأخلاق الحميدة ولكن في فترة المراهقة عندما كان عمري حوالي 13 سنة تعرفت بالصدفة على العادة السرية ولم أكن أعلم أنها حرام وبعد ذلك علمت أنها حرام في كتاب ديني كنت أقرأه وقلت: أعاهد الله على ألا أفعل ذلك ثانية، ولكني رجعت إلى ذلك عدة مرات ولكي ألزم نفسي بعدم فعلها مرة أخرى قلت: "يا رب أعاهدك ألا أفعلها ثانيا وإن عملتها يا رب ابتلني بالسرطان" حتى ألزم نفسي، وتمر السنين وأفعلها مرة أخرى ومن هنا بدأت المشكلة حيث تأتيني الوساوس بأن الله سوف يبتليني بهذا المرض وأذهب إلى المعامل لعمل الفحوصات للتأكد من أني سليم، وأيضا كرهت الجنس وما يمت إليه بصلة حتى إنني قررت عدم الزواج بعد ذلك، وأنا الآن على حافة الجنون وتقريبا حياتي شبه مدمرة حتى إنه تأتيني وساوس أن أترك الدين الإسلامي لأنه دين متشدد
سيدي ماذا أفعل؟
السؤال: هل يجوز إلغاء هذا العهد مصداقا لقول الرسول ومن نذر أن يعصي الله فلا يعصه؟
كان عمري حينذاك 13 سنة، فهل أكون مكلفا؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
وإن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واطمئن بعد ذلك إلى أن الله تعالى سيدفع عنك الأذى، فلا تدع للشيطان عليك سبيل، وأسأل الله لك التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.