2011-01-04 • فتوى رقم 46989
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أنا مهندس كهرباء محترم والحمد لله وأصلي في المسجد وأصوم نوافل وكل هذا بفضل الله, ولكنني في الفترة الأخيرة ابتعدت عن كل هذا حتى إني أصبحت أترك صلوات, وهذا اتباعا لشهواتي.
لكني أريد أن أتوب الآن وأعود إلى ربي وأقترب منه كما كنت, وهذا بعدما حدث موقف شعرت فيه بظلمي لفتاة.
ما حدث هو الآتي: تعرفت على بنت على الإنترنت، وفي نفسي أني أريد أن ألبي رغباتي وشهواتي, ولكني قلت لها إننا أصدقاء عندما كانت تلمح غير ذلك من حب أو غيره لكني كنت أيضا أقول لها كلاما معسولا فتعلقت بي.
وفي اليوم الثامن تقريبا من علاقتنا أرادت أن تقابلني, فقابلتها وكنت ذاهبا وفي نيتي أن أمسك يدها وأن أقبلها وهكذا.
وعندما ذهبت وجدت أنها متعلقة بي وأنا غير متعلق بها تماما، ولكن الشيطان وشرور نفسي كانوا يجعلونني أفكر في أن ألمسها وأتحسسها تلبيةً لشهواتي، وبالفعل فعلت كل هذا للأسف.
وعندما رجعت من المقابلة كنت ندمان للغاية على ما فعلت في حق ربي وفي حق هذه الفتاة وأريد أن أتوب وأبعد عنها لكنها متعلقة بي وأخاف أن أقول لها إني عرفتها من أجل شهواتي حتى لا أجرحها, فقط أريد أن أبعد عنها بدون أن أجرحها وأن يسامحني ربي.
علما بأن (علاقتنا 8 أيام فقط حتى الآن, وكنت في كلامي معها أقول إننا لم نزل أصدقاء إشارة إلى أني لم أحبها بعد حتى لا تتعلق بي، ولكن كما قلت كنت أقول كلاما معسولا هو ما علقها بي)
والآن قلت لها إني أريد تركها لأننا أغضبنا الله وهذا ما شعرتُ به فعلا.
قل لي يا شيخ ماذا أفعل الآن كي أكفر عن هذا الذنب، هل أصارحها وأجرحها أم أتركها هكذا وأنصحها بالتوبة إلى الله؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فما فعلتماه هو من المعاصي الشنيعة، وعليكما التوبة منه فوراً إلى الله تعالى، وعدم العود إلى مثله أبداً فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال أيضا: (وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ) [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وأن تبتعد عن هذه الفتاة نهائيا، مع التصميم على عدم العود والندم والإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، فالتوبة النصوح شرطها التوقف عن فعل الذنب، ثم الندم عليه، ثم التصميم على عدم العود إليه، ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعاصي، ومجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأرجو أن توفق لذلك كله، وأدعو لكم بالتثبيت على التوبة.
ثم إذا كنت راضياً عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ولك أن تقول لها أن الله يحرم مثل هذه العلاقة بيننا، وإني أخاف الله...
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.