2011-01-16 • فتوى رقم 47130
العنوان: الجزاء حسب الأعمال
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أستفسر عن بعض الأمور
أولا: رجل شاب يمارس اللواط مع شخص آخر وشخص واحد فقط وليس مع عدة أشخاص بمعنى أنه إذا مارسه مع شخص بعد ذلك يعود ويمارسه مع شخص آخر، ولكنه يؤمن بالله تعالى ويصلي الفرائض في وقتها ويحرص على قراءة القرآن الكريم وحفظه ويتجنب جميع أنواع الفواحش الأخرى مثل عقوق الوالدين, شرب الخمر, الخ..... فهل يجازيه الله سبحانه وتعالى على أعماله الفاحشة (اللواط) ويجازيه على أعماله الصالحة؟
ثانيا: شاب رجل يقوم بتقبيل رجل شاب آخر, ولأقل مثلا حباً له، هل هذا يعتبر لواطا؟ ولقد تختلف أفكار وعقول الناس من مكان لآخر ومن شخص لآخر فمنهم من يفعل ذلك للمتعة فقط ولكنه يجهل عبادة الله ولا يؤدي الصلاة أصلا.
ثالثا: شاب يقوم بلمس إليتي شاب آخر من خلفه من فوق الثياب وليس عاريا هل هذا يعتبر لواطا؟ وهذا الشاب أيضا يحرص على عبادة الله ولكن ما يفعله هو حبا للشخص. مما سمعت عن اللواط أنه يسمى لواطا في حالة إدخال القضيب أو شيء منه في الدبر. فهل يجازي الله العبد على حسب أعماله, يجازيه على أعماله الصالحة التي قام بها ويجازيه على الأعمال الفاحشة وإن كانت فاحشة مثل ما ذكرت؟ بمعنى أنه هل سيعطيه حقه لكل من أعماله التي قام بها, مثلا يجازيه أولا على ما قام به من فاحشة كما ذكرت فيما لو كانت فاحشة عنده ثم يجازيه على أعماله الصالحة التي قام بها من عبادة وصلاة وما إلى ذلك؟
لكم جزيل الشكر.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فاللواط (ومقدماته) محرم بإجماع المسلمين، وهو من عظيم المعاصي التي نهي عنها وزجر بوعيد شديد، لأضراره الصحية والخلقية والاجتماعية، ومنافاته للفطرة البشرية، وقد عاقب الله تعالى قوم لوط لانتشار اللواط بينهم باستئصالهم جميعا، قال تعالى: ﴿فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ﴾ [هود:82].
لذلك ما على من مارس هذا الفعل الشنيع إلا أن يبادر إلى التوبة النصوح من ذلك، والبكاء والندم على هذه المعصية، والعزم على عدم العود إلى مثلها، والله تعالى يغفر الذنوب جميعاً فيما لو صدق العبد في توبته.
وعليه أن الإكثار من الدعاء وأن يكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، ويعلن له عجزه وضعفه، ويطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما يعاني منه، مع عمل الصالحات من الأعمال؛ كالصلاة والصوم والصدقة... لقوله تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفاً مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ﴾ [هود:114].
ثم إن كان راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها إن شاء الله عند الله تعالى.
وعليه بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ومرافقة الصالحين ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، مع الإكثار من الصوم، والسعي للزواج ما أمكن، والتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
أما مع الاستمرار بالذنوب والإصرار عليها، فقد قال الله ((فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم)) [النور من الآية 63].
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.