2011-01-23 • فتوى رقم 47198
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سيدي الفاضل بارك الله بكم ونفع بكم وجزاكم كل خير
أنا سيدة متزوجة والدي متوفى ولي من الإخوة 6 بنات غيري أنا وأخ وحيد وكلنا تجاوزنا السن القانونية وأمي لا تزال على قيد الحياة، لم يترك لنا والدي أي إرث سوى منزل العائلة وهو باسم الورثة أي نحن ورثة والدي، تفكر والدتي بأن تؤجر بيتنا هذا ولكنها قالت لنا إنها لن توزع علينا الإيجار شهريا إلا في حالة موتها فقط ولو فكرت في بيع هذا البيت فإنها تفكر في شراء قطعة أرض بمبلغ البيع وتعطي أخانا الجزء الأكبر لأنه رجل وتقسم باقي الأرض علينا نحن البنات بالتساوي مع العلم أننا 7 بنات وولد وأمي، وعندما أخبرناها أننا لا نريد أرضا بل مالا قالت لا يمكنكم الاعتراض لأنها هي من تتصرف في هذا الأمر ودائما تلمح أنه لو وزعت المبلغ فلن يتبقى لأخينا شيء أمام حصتنا والمفروض أن نتنازل لأخينا عن حصصنا لأن أزواجنا يملكون المال وبالتالي المفروض أن لا نطمع في الإرث. هذا كلامها دوماً، ومن فترة عملت تصليحات في المنزل بمالها وأخذت مبلغا من أخي فأخبرها زوجي بنية حسنة أنها قبل أن تفكر في البيع أو الإيجار لابد أن تسترد ما صرفته هي وأخي أولا لأنه لا يدخل ضمن التركة وأنها لو فكرت في توزيع التركة لابد أن توزعها حسب الشريعة ...
المشكلة أنها أخذت موقفا من زوجي وأخبرت كل أخواتي وأخي أنه لا يحق له التدخل ولا أن يعلمني ما هو حقي (مع أنه لم يتدخل، فقط وضح لها مالها وما عليها) ولا يجب أن تعطينا الإيجار لأنه ليس من حقنا مادامت حية...
أريد –سيدي- رأيك أو رأي أصحاب الاختصاص في هذا الموضوع، وهل سيعاقبني الله لأني ناقشتها بالحق .
فهذا الأمر يقلقني من ناحية غضب والدتي عليّ وموقفها من زوجي
وبارك الله فيك
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتركة منذ وفاة المورث تصبح ملكا لجميع الورثة (بعد إخراج الديون والوصايا منها)، ولكل من الورثة أن يطالب بنصيبه منها، ولا يجوز لأحد أن يغتصب حق آخر منها، وإن فعل فقد أثم وسيحاسبه الله تعالى على ذلك إلا أن يسامحه صاحب الحق بذلك.
فلكم أن تطالبوا بحقكم، مع تجنب إغضاب الأم قدر الإمكان، ومع الإحسان إليها، ولو أرضيتموها بهبة شيء لها إن شئتم فلكم الأجر.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.