2011-01-26 • فتوى رقم 47251
السلام عليكم
وجزاكم الله خيرا
أنا شاب أعزب... منذ فترة كنت أغض بصري قدر المستطاع والحمدلله، ولكن في الفترة الاخيرة شعرت بهاتف شيطاني داخلي يلح علي أن أنظر بدأت أبحث عن مناظر مثيرة في الأفلام ثم اتجهت للانترنت ووقعت للأسف في النظر المحرم وخرجت وأنا أحلف وأقول والله لن أنظر مرة أخرى وأكرر الحلف... ولكن عدت مرة ثانية، وقلت خلاص آخر مرة وعاهدت الله عدة مرات لكن رجعت ونظرت لمشاهد أسوأ من قبل وعاهدت الله وأقسمت أنها آخر مرة، ولكن عدت مرة أخرى، ولكني الآن إن شاء الله لن أكرر الخطأ، سؤالي ما مصير الحلف الكثير والعهود التي قطعتها بيني وبين الله ثم خالفتها؟ كيف أكفر عن ذلك وهو حلف كثير لا أحصيه؟
أرجوك يا شيخ أفتني.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذه المعاهدة يمين، وعليك عند المخالفة الكفارة، وهي إطعام عشرة مساكين أو كسوتهم، فإن لم تستطع فصيام ثلاثة أيام متتابعات، ثم عليك أن تكف عن ذلك، وعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
فعليك بالاجتهاد في منع النفس من المعاصي ثم إن وقعت _لا قدر الله_ في المعصية فأتبعها بتوبة صادقة نصوح، بالاستغفار والندم على المعصية والعزم الأكيد على عدم العود إليها، فبذلك يغفر الله لك إن شاء الله تعالى، فإن عدت إلى المعصية فعد إلى التوبة النصوح من جديد، روى أحمد في المسند عَنْ أَبِى هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم « إِنَّ الْمُؤْمِنَ إِذَا أَذْنَبَ كَانَتْ نُكْتَةٌ سَوْدَاءُ فِي قَلْبِهِ، فَإِنْ تَابَ وَنَزَعَ وَاسْتَغْفَرَ صُقِلَ قَلْبُهُ، وَإِنْ زَادَ زَادَتْ حَتَّى يَعْلُوَ قَلْبَهُ ذَاكَ الرَّيْنُ الَّذِي ذَكَرَ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ فِي الْقُرْآنِ (كَلاَّ بَلْ رَانَ عَلَى قُلُوبِهِمْ مَا كَانُوا يَكْسِبُونَ)، فلا بد من التيقن بعد التوبة النصوح بأن الله تعالى غفر ومحى الذنب، فالتائب من الذنب كمن لا ذنب له.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.