2011-01-29 • فتوى رقم 47275
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أود أن أسأل سيادتكم عن قضية متشعبة قليلا بخصوص بنت سافرت مع ولد عمها لبلاد بعيدة عنهم ولأن الخلوة محرمة بهذه البلاد اقترح عليها ابن عمها أن تتزوجه على الورق فقط، وهو ما تم حيث إنها تزوجته كتابيا من غير شهود ولا ولي ولا مهر وهي قاصر لم تبلغ 16 سنة، بعد بضعة أيام من إقامتهم بهذه البلاد قام ولد عمها بوضع منوّم في المشروب وقام باغتصابها وقد انجر عن ذلك الفعل حمل من ولد عمها
وهي الآن بحيرة من أمرها فهي لا تريد الزواج من ابن عمها لأنها تعتبره أخا وتسأل عن ما يتعلق بهذا الزواج وكل ما انجر عنه
هي لا تريد الزواج من ولد عمها ولا تستطيع إسقاط الجنين هو للآن في مرحلة التكون يعني حدث كل هذا منذ حوالي شهر
لا تستطيع إسقاطه لأن فيه خطرا على حياتها لأنه عند سيول الدم والإسقاط هناك خطر على حياتها
أفيدونا أفادكم الله بكل ما تعلق بالموضوع وماذا تفعل هي وهو حسب شرع الله، وبارك الله فيكم وجزاكم عنا وعن الإسلام كل خير.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فهذا الزواج باطل لا اعتبار له، إذ لم تتوفر فيه شروط الزواج، فهي أجنبية عن ابن عمها تماما، وقد ارتكبت المحرم بالسفر معه إلى البلاد الأجنبية، وهو الأمر الذي أوصلهما إلى ما ذكرت.
وقد وقع هذا الإنسان في كبائر الذنوب، وعليه فورا أن يندم ندما طويلا، ويستغفر استغفارا كثيرا، ويبكي بكاء عظيما على معاصيه وسالف أمره، ويعاهد الله تعالى على التوبة الصادقة وترك المعاصي، ويبتعد عن المحرمات وأسبابها، ويقطع كل صلة له بكل امرأة لا تحل له، ويكثر من فعل الصالحات، فإن فعل ذلك فإن الله تعالى عفو كريم لا يغلق بابه في وجه من رجع إليه، قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53]، فليسارع هذا الإنسان إلى التوبة قبل أن يندم حين لا ينفعه الندم.
وعليها أن تسارع إلى الرجوع لأهلها بأن تطلب من أحد محارمها السفر إليها لتعود معه، مع التوبة والاستغفار... وأنصح الرجل والمرأة بالزواج الصحيح بمعرفة الأهل فورا سنرا للذمب والفضيحة، ولهما الطلاق بعد الولادة إذا عزما على الفراق
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.