2011-02-07 • فتوى رقم 47318
السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
أخي الكريم أرجو أن تفتوني بتفصيل كبير على مشكلتي
أنا -أخي الكريم- تعرفت على فتاة عمرها عشرون سنة، تصغرني بـ 9 سنوات على النت والتقينا وتطورت العلاقة حتى أصبحنا لا نستطيع الاستغناء عن بعضنا البعض، ونقول لبعضنا البعض كلمات مثل أحبك وأعشقك وأنت حياتي وعمري وتوصلت حتى قالت لي أنا بعد الله أعبدك، لكن هي تقول لي أكثر مما أقول فأنا لا أقول لها لأنني أخاف الله فأتحكم في نفسي
أخي الكريم التقينا مرة وقبلتني هي فلم أتحكم في نفسي لحبي لها وقبلتها ولم أعرف نفسي ذلك اليوم نسيت الله تماما وندمنا وتبنا وقررنا أن لن نفعلها مرة أخرى وبالفعل أتيحت الفرصة لنا وحاولت ولم أتركها ولحد الآن نحن في الشهر الرابع ولم أعدها
أخي الكريم علاقتنا ليست مبنية على الجنس تماما فأنا وهي لا نفكر في بعضنا جنسيا إلا المرات القليلة التي يتدخل الشيطان علما بأنني مريضة نفسيا وأعالج مرضي الذي يجعلني تحضرني صور جنسية على أي شخص كان، لا نلتقي كثيرا نلتقي مرة في الشهر ولكن نتكلم يوميا بالهاتف والنت. أخي الكريم علاقتنا فيها الخير غالب فهي لم تكن تصلي وأدخلتها في الصلاة وكانت لها علاقات مع رجال عبر النت ونساء شواذ وقطعت علاقتها بهم، وقررنا صوم شهر لله نتصدق في رمضان، والله خير كثير من قراءة قرآن ودعاء وقيام ليل وصلة رحم وكل ما هو خير، نساعد بعضا حتى الآن كل ما نسهر ليلا نتكلم نقوم الثلث الثالث مع بعضنا البعض ولكني أرى أن علاقتنا فيها حرام وشبهة فلو تتاح الفرصة ونكون لوحدنا في غرفة لا أعلم الغيب ولكن أظن أنه ممكن أن يحدث شيء ولكن لن يتعدى التقبيل وممكن أن لا يحدث شيء
إضافة إلى هذا أخي الكريم هي لن تتصورني متزوجة أو أتكلم مع إنسان آخر مهما كان نوعه بنتا أو ولدا لغيرتها الجنونية علي، تغار حتى من القطط علي وأنا كذلك أغار عليها لدرجة الجنون، ولكن لخوفي من الله أفكر بغَيرة وأقول لها عكس ذلك بمعنى أني أقول لها لا تتكلمي مع الشواذ البنات والرجال لأنه حرام وتكلمي مع الباقي رغم أنني أحترق لو تكلمت، أقول لها تزوجي إن جاء من ترضين دينه وأنا أموت لو تزوجت ولكنها تقول لي لن أتزوج وسأبقى لك طول الحياة
أنا أخي الكريم لا أريد الزواج أصلا لظروف نفسية ومرضية وليس لأنها تقول لي ذلك
أخي الكريم أنا مستعدة أن أتركها إن كانت الفتوى بترك بعض ولكن هي غير مستعدة تماما فالأضرار الناجمة عن فراقنا هي أنها تستطيع أن تقوم لي بمشاكل في مكان العمل أو المنزل لأن لي والد فرعون -آسفة على الكلام، لتعرف مقدار صبري فقط- فلو كذبت عليه سيحول حياتي إلى جحيم وأضطر للخروج من المنزل والذهاب مع أمي لأن والديّ مطلقان، وهي تعرف كل هذا ولها شهادة عن مرضي النفسي هددتني بها أنها تستطيع أن تقدمها لمكان عملي، ويمكن حدوث مشاكل الضرر الأخرى أنها ستعود إلى علاقتها مع الرجال والنساء الشواذ لتنساني، وهي مَن تقول هذا وستترك الصلاة وتبتعد عن الدين، إضافة إلى هذا ستضيع دراستها لأني مَن أقوم لها بكل شيء للنجاح فهي نتيجة سحر كرهت الدراسة، وبوجودي كان لها دافع لدراستها، والضرر الأكبر والذي يجعلني دائما أتركها وأعود إليها في كل مرة هو مرضها، فهي مريضة مرضا يجعلها تتألم تألما شديدا في الرجلين واليد حتى الصعود إلى المستشفى، وهو مرض نادر والألم يأتي نتيجة البرد أو المشي أو القلق ويحدث لها اعوجاج في يديها نتيجة الحالة.
تركتها مرتين ورجعت: في الأولى قامت بعملية لزيادة الألم نتيجة القلق، والمرة الثانية صعدت للمستشفى ووضعوا لها الأكسجين الخ.
أخي الكريم أنا كذلك أتضرر ولن يصبح لي هدف في الحياة فهي كل ما أملك بعد الله وحبي لها حب أخَوي والله على ما أقول شهيد. هل أتركها حتى لو مرضت حتى لو ماتت حتى لو ضاعت دراستها أو كل شيء؟ أو هل نبقى مع بعضنا ونتفادى كل ما هو شبهة؟ ولقد وعدتني هذه الأيام ووفت بوعدها أنها ستتفادى كل الكلام والأفعال التي بها شبهة لكن تعرف سيدي ضعف الإنسان وقدرة الشيطان في الشر والوسوسة، وهل علاقتنا صحيحة وهي وساوس شياطين وهي بحث عن الحنان فقط؟ وهل أبقى معها حتى تنهي دراستها ونفترق؟ ماذا أفعل بالضبط فأنا في حيرة كبيرة؟ أنا متأكدة أنني سأعيش معها في الآخرة في الجنة إن شاء الله، ولكن دنيويا هل يحق لي هذا مع كل ما قلته لك وأكثر؟
أفدني أخي الكريم في أقرب وقت، أخي الكريم لقد ذهبنا أنا وهي لطبيب نفسي ليبين لنا ماذا يحدث ولم نكمل معه، وجزاك الله ألف خير
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كان في علاقتكما ما لا يرضي الله من الشهوة أو الجنس أو نحو ذلك فهو من كبائر الآثام والذنوب عند الله تعالى، فإن استطعتما أن تبتعدا عن كل محرم في علاقتكما فلا مانع من استمرارها، وإلا فيجب التوفق والابتعاد فورا، وأنصحكما بمرافقة صحبة من النساء طيبة صالحة، وأن تحضرا مجالس التعليم الشرعي، فذلك يهذب الأنفس ويعيدها إلى الله تعالى، وأسأل الله لكما التوفيق.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.