2011-02-07 • فتوى رقم 47336
الأستاذ الكريم: السلام وة عليكم ورحمة الله
أحاول الاختصار بقدر المستطاع
السؤال: قبل 11 عاما أحببت بنتا في المدرسة الثانوية وأصبحت علاقتنا قوية بشكل قوي جدا وأحبها وتحبني بصدق، ولكن المشكلة أن العوائل لا ترغب في بعضها البعض، أصبحت علاقتنا قوية إلى أن زاغ الشيطان وأصبحنا كأننا زوجين بلا زواج على فترة أكثر من 6 سنوات ونحن بهذا الحال، ولم أستطع أن أتزوج لسببين صغر سني آنذاك والسبب الآخر العائق المالي، ولا أستطع أن أبوح لأهلي أو أهلها بأنني مَن كان السبب في إفقادها بكارتها، ومع الأيام حملت واضطررت إلى إقناعها بالإسقاط لأن والدتها لا ترغب بي نهائيا ولا تحبني نهائيا ومن الصعب إقناعهم بالزواج، مرت الأيام واستيقظت من غيبوبتي الشيطانية وتبت إلى الله وتابت هي الله وابتعدت عنها وبعدت عني لأكثر من سنة، ومع ذلك حاولت تركها ولكن لا أستطيع لسببين، الأول: أني أحبها بحق وثانيا: لا أستطيع إهمالها وتدمير حياتها فبعدت توبتي لا أريد إصلاح الخطأ بجريمة أكبر ألا وهي تركها، وهي لا تستطيع الزواج حاليا...
الأمور في رأسي متخبطة ولا أعلم ما أصنع فحاولت أكثر من مرة أن أخطبها من أهلها بمصاحبة أهلي لكنهم ركزوا على النواحي المادية بشكل ملفت للنظر إلى درجة أنهم قالوا أحضر المال وخذها وكان المبلغ أكثر من طاقتي، أهلي لا يرغبون بها لظنهم سوء سيرتها وأهلها يكرهونني لدرجة العماء لظنهم سوء سيرتي، وأنا الحمد لله الآن بوضع أفضل ماديا وعملا ودراسة ولا أدري ما أصنع هل أخبر العائلة بما صنعت وتصبح فضيحة لي ولها أم أسكت عن جريمة ارتكبتها بحقها وحق نفسي أم....؟ كنا نمارس المعاشرة على أكثر من 6 سنوات على التوالي وفجأة الحمد لله تابت وتبت وبدأنا نصلي ولم نتحدث ولم نتواصل نهائيا، هدفي الآن أن أتزوجها في ظل هذي الظروف العائلية والشخصية فماذا تنصح سيادتكم؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
لقد أخطأتما كثيراً في ارتكابكما المحرم الكبير الذي نهى الله عنه.
وعليكما الآن بعد التوبة النصوح الندم مع الإكثار من الاستغفار، وفعل الصالحات، وعدم العود لمثل ذلك في المستقبل.
وباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ثم إن تيقنت من توبة من زنيت بها وتوبتك فلا بأس بالزواج منها وسترها إن رأيتها مناسبة لك، على أن تكون علاقتكما مبنية على الطاعة والامتثال لله تبارك وتعالى بعد ذلك، وأسأل الله تعالى العليم الخبير أن ييسر لكما الخير في الدنيا والآخرة.
فإن رفض أهلها تزويجها لك دون مبرر معتبر فتزوجا عند القاضي الشرعي.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.