2011-02-17 • فتوى رقم 47548
في الزواج هل نحن مسيّرون أم مخيرون؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن الله تعالى يعلم السر وما هو أخفى من السر، ويعلم ما كان وما سوف يكون إلى يوم القيامة، ولا يمكن أن يقع شيء خلاف علم الله تعالى، ولكننا عندما نقدم على شيء ما لا نعلم ما كتب الله تعالى لنا فيه، ولذلك فنحن مسؤولون عن أعمالنا، ومن ذلك أمر الزواج، فلا يمكن أن يتزوج أحد امرأة لم يكتبها الله تعالى له، ولكنه يفتش عنها لأنه لا يعلم ما كتب الله تعالى له، ولا بد أن يتحقق فيه علم الله تعالى، وهو ما يسمى بالقضاء والقدر، والإيمان به شرط لصحة الإيمان بالله تعالى.
ثم إن الدعاء بتسير الزوج من إنسان معين هو من قدر الله تعالى، والاستجابة له من قدره سبحانه أيضا، فلا يدعو الإنسان بشيء إلا إذا قدر له الدعاء من الأزل، فقد أخرج الترمذي عن سلمان قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:( لا يرد القضاء إلا الدعاء، ولا يزيد العمر إلا البر).
وأخرج ابن ماجه عن أبي خزامة قال: سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت أدوية نتداوى بها ورقى نسترقي بها وتقى نتقيها، هل ترد من قدر الله شيئا؟ قال: (هي من قدر الله).
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.