2011-02-19 • فتوى رقم 47566
بسم الله الرحمن الرحيم
أولا: أنا أناشدكم أن يتسع صدر فضيلتكم لسؤالي: أنا شاب في الثالثة والعشرين من العمر، وأنا والحمد لله أتمتع بخلق حسن، وأنا طول عمري لم ألمس يد فتاة لا تحل لي، وأنا كنت أعمل في أحد الأماكن العامة وكنت مثل أي شاب يثار مما أراه الآن من لباس البنات وغير ذلك من المؤثرات الأخرى، وكنت ألجأ إلى الفرار من كل ذلك بما يسمى العادة السرية، وكنت قليلا جدا ما أمارسها، وفي أحد الأيام كنت أقرأ في أحد الكتب الفقهية ووجدت في أحد النقاط الفقهية أن الجنابة لا تعد إلا بنزول المني فعلا وأنه إذا كان الإنسان نائما وشعر بالقذف يمكن أن يمسك العضو الذكري حتى لا ينزل المني ولا يصبح بذلك جنبا ولا داعي للاغتسال ويكفى الوضوء، فأخذت وبدأت أمارس العادة ولكن بشكل مختلف هذه المرة حيث بدأت أثير نفسي وعند الشعور بالقذف أمسك القضيب حتى لا ينزل المني وأقوم وأتوضأ وأصلي، وقرأت أيضا أحد الفتاوى لأحد العلماء قال فيها إن ما ينزل من العضو ليس كله مني ولكن هناك ماء يحفظ المني وإذا نزل هذا الماء من دون المني فليس هناك جنابة، وعندما كنت أمارس هذه العادة وعندما يحدث نزول لبعض الماء وأرى أنه ليس منيا أقوم وأتوضأ وأصلي دون اغتسال، فهل هذه الصلاة صحيحة أم لا؟ أرجو الإفادة وهل لذلك أضرار صحية أم لا؟
وادعوا لي أن يتوب الله علي من ذلك
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالعادة السرية ممنوعة شرعاً للذكر والأنثى، المتزوجين وغيرهم، لأضرارها النفسية والجسدية، إلا أنها باللمس أشد ضرراً، وإذا نزل بها المني (أو وصلت المرأة إلى الرعشة) يجب الغسل، وإلا فلا.
فعليك البعد عن أسباب المعصية، ودعاء الله تعالى أن يسر لك الزواج من فتاة تعفك، وكثرة التضرع له بذلك، وملئ وقتك بأعمال مفيدة ونافعة تملئ الوقت، مع مراقبة الله عز وجل، والانشغال بطاعته ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وعليك مجاهدة النفس وعدم الاستسلام لها إن أمرت بما لا يحل، قال تعالى: ﴿وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا﴾ [العنكبوت:69]، وقال أيضًا: ﴿وَأَمَّا مَنْ خَافَ مَقَامَ رَبِّهِ وَنَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوَى * فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوَى﴾ [النازعات:40-41]، وعليك بكثرة الصوم لقوله عليه الصلاة والسلام فيما أخرجه البخاري: (يا معشر الشباب من استطاع منكم الباءة فليتزوج ومن لم يستطع فعليه بالصوم فإنه له وجاء) ففي الحديث حث للشباب المستطيع على الزواج، لأنه حصن ووقاية من الوقوع في المحرم، وفيه إرشاد لمن لم يستطع بعد تحمل نفقات النكاح ومؤنته أن يصوم ففيه وقاية للشاب من الوقوع في المعاصيوالمني يخرج دفقاً بعد اشتداد الشهوة، ويكون خروجه مع رعشة جنسية، ثم تسكت الشهوة بعد خروجه وتنقضي، وخروج المني يوجب الغسل مع غسل ما أصاب من الثوب أو البدن.
أما المذي فيخرج سَحَّاً بعد الشهوة وتزداد الشهوة بخروجه ولا تنقضي، ولا يرافقه رعشة جنسية، وخروج المذي يوجب الوضوء فقط (لا الغسل) مع غسل ما أصاب من الثوب أو البدن.
وإن خرج بغير شهوة أصلاً بعد التبول، فهو الودي وهو نجس يجب غسله ويكفي بعده الوضوء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.