2011-02-19 • فتوى رقم 47590
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يا فضيلة الشيخ أنا أشعر بأنه يحدثني عقلي أو أكلّم نفسي في سري ولا أنطق بلساني والله, سب الله تعالى, مما قد يجعل ذلك مستمرا في ذهني ويأتيني أوقات شك به سبحانه وتعالى وليس شكا بعدم وجود إله وإنما شك بالهيئة, ولكني والله يا شيخ أصلي وأحافظ على الصلوات الخمس في وقتها، بمجرد أن أسمع الأذان أقوم لأتوضأ فأصلي, فسؤالي يا شيخ: هل المسلم إن مات على ذلك (على هذه الوساوس المتعلقة بالله تعالى والشك) يكون كافرا؟ أرجوك يا شيخ أريد مساعدة وافية لأن الأحاديث خوفتني, تقول يأتي ملكان في قبر الميت يسألونه أن مثواك النار وعليها تبعث إن شاء الله بما كنت فيه من شك, ممكن أن توضح لي بتفسير يا شيخ, هل يوجد فرق بين من يشك في سره ولكن لا يخبر الآخرين ولا ينطق بلسانه ويحافظ على الصلاة وبين من يشك علنا وينكر الصلاة وينكر وجود الله تبارك وتعالى؟ فهل من يشك في سره نظرا لعدم معرفته أن ذلك وسواس أم من نفسه يكفر بذلك؟
شكرا جزيلا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالفرق بينهما كبير، ولا صلة بينهما، وما ذكرت من وساوس الشيطان، فحاول أن تصرف ما يأتيك، ولا تخف من هذه الوساوس أبدا، لأنها وساوس الشيطان يحاول بها التأثير على المؤمنين المحبين لله تعالى ورسوله صلى الله تعالى عليه وسلم، ولولا حبك لله ورسوله لما طاف الشيطان حولك، فثق بالله واثبت ولا تخف من هذه الوساوس، فقد ثبت أن صحابيا جاء إلى النبي صلى الله تعالى عليه وسلم فقال له يارسول الله إني لأجد في نفسي أمورا لو ألقيت من جبل كان أهون علي منها، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: أوجدت ذلك؟ قال : نعم، فقال له النبي صلى الله تعالى عليه وسلم: ذلك خالص الإيمان، ولذلك أقول لك هذا علامة الإيمان.
وأرجو أن تكثر من قراءة القرآن والصلاة على النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، فهي تشرح الصدر وتيسر الأمور كلها، وسوف أدعو معك الله تعالى أن يصرف ويخفف عنك ما أنت فيه إن شاء الله تعالى.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.