2011-02-21 • فتوى رقم 47623
أبي تركني طفلا وكنت حينها أبلغ من العمر سنة فطلق والدتي وتزوج بصديقتها وأنجب معها طفلتان، المهم مرت السنون ولم يعد ينفق عليّ فاضطرت والدتي لرفع دعوى ضده فحكمت لها المحكمة بقدر من المال كل شهر، لكنه رغم ذلك كان يؤدي ما عليه خوفا من الحبس فقط ثم بعدها يماطل فترفع والدتي دعوى أخرى... إلى الآن والحال كما ذكرت لكم.
التقيت به ذات يوم وبدأت أزوره في العطل لكن بعدها بدأ يفرض علي أشياء لم تعجبني وكنت حينها في سن المراهقة فرفضت ولم أعد أذهب لزيارته ولم يعد هو يتصل إلى الآن والعلاقة منقطعة, أنا الآن تبت وأعلم أن قطع الرحم حرام، وأنا لا أحمل تجاهه شيئا في قلبي رغم كل ما فعل, فسؤالي: هل أنا أعتبر قاطع رحم في هذه الحالة وإن كنت كذلك فماذا أفعل وبما تنصحني لأني صراحة لا أعرف كيف أعيد العلاقة معه إضافة إلى أنه من النوع الذي يضغط علي كي أقنع والدتي أن تتنازل له عن النفقة وأنا لا أريد الدخول في هذه المواضيع؟
وجزاكم الله خيرا
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلا يحل لك مقاطعة والدك –مع ما ذكرت- لأن في ذلك قطعاً للرحم، بل عليك صلته وبره بما لا يترتب عليك ضرر معه، وبما لا معصية للخالق فيه.
فقد أمر الله تعالى بالإحسان إلى الأبوين وإن كان كافرين، فقال تعالى عن الأبوين: (وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلَى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً) [لقمان:15].
ولك أن تعتذر عن الخوض في المواضيع التي لا تريدها باللطف والحكمة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.