2011-02-24 • فتوى رقم 47719
ما الحكم إذا تُوفي الوالد في حال خصامه مع ابنه؟
مات جدي رحمه الله من شهر، وكان هو ووالدتي ونحن أيضا متخالفين في بعض الأمور أدت إلى الخصام
ثم ذهبت أمي له عندما سمعت أنه مريض فأصبح يلومها ويسبها وطردها فغضبت أمي وخرجت ثم تدخل خالي وأرجعها، ومن يومها لا تذهب إليه لأنها غاضبه منه لأنه طردها ثم تم إخبارنا في صباح يوم ما أنه قد توفي، ومن يومها ووالدتي لا تنام من تأنيب نفسها
فماذا تفعل لكي يرضى عليها، وماذا نفعل جميعا لأننا أخطأنا في حقه مهما كان؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد أخطأتم كثيرا في حق جدكم، فعليكم أن تكثروا من الدعاء له، ولكم فعل ما شئتم من الطاعات النوافل وهبة ثوابها له، فيصل الثواب إليها إن شاء الله تعالى، دون أن ينقص من أجركم شيء، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم:((إذا مات الإنسان انقطع عنه عمله إلا من ثلاثة: إلا من صدقة جارية، أو علم ينتفع به، أو ولد صالح يدعو له)) أخرجه مسلم.
وعن أبي هريرة قال: قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم: «إنّ ممّا يلحق المؤمن من عمله وحسناته بعد موته علماً علّمه ونشره، أو ولداً صالحاً تركه، أو مصحفاً ورّثه، أو مسجداً بناه، أو بيتاً لابن السّبيل بناه، - أو نهراً أجراه، أو صدقةً أخرجها من ماله في صحّته وحياته يلحقه من بعد موته» رواه بان ماجه.
ولك أن تبروا أصدقاء جدكم، فإن حفظ الود لأصدقائه هو من بره.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.