2011-02-26 • فتوى رقم 47753
بسم الله الرحمن الرحيم
تقدم لخطبتي شاب من أسرة متوسطة، يعمل بإحدى الشركات الخاصة في بداية الحياة العملية، ووالده عمل مدير حسابات سابق ووالدته مهندسة إلكترونيات سابقة، ويملكون منزلا بإحدى المناطق الشعبية وسط القاهرة، وله أخ وأخت بنى والدهم لكل منهم شقة بمنزلهم، وأقاربه خريجوا جامعات ويعملون بمراكز متنوعة
وأنا مهندسة وأعمل بالشركة الخاصة بوالدي، نعيش في مستوى ميسور وليس مرتفعا ونقطن بمنطقة التحرير، والدي يحمل شهادة الثانوية ويعمل بتجارة السيارات لدى أربع أخوات من أم أخرى تسبق والدتي، وليسوا جميعهم متعلمين تعليما عاليا ولكنهم أثرياء، المنزل الخاص بوالدي (فيلا) بالمهندسين، اثنان من إخوتي يسكنون بها، والدتي خريجة معهد تعاون وأخواتها خريجوا مدرسة المعلمات وهم من عائلة متوسطة
عندما تقدم لي ذلك الشاب رفض والدي رفضا قاطعا واتّهمه بالطمع والوصولية بالرغم من أنه كان يعمل بشركة والدي ويعلم أن الشركة تمر بضائقة مالية شديدة وذلك منذ أول لقاء معه ولم يحاول التعرف على أهله ولم يستمع لأي إثبات لعكس ظنونه، في حين أن الشاب قرر استئجار شقة في أي مكان يقترب من منزلنا من حيث المستوى الاجتماعي لتقديره لي وقال لوالدتي إنه وأهله سيقدمون لي جميع حقوقي من شبكة مقبولة وأثاث لائق وكتابة قائمة كاملة لي، وإذا وجد فارقا بين طلبات والدي وإمكانيات الشاب فستدوّن جميعها بالقائمة زائد مقدم ومؤخر صداق كما يحدد والدي
والدي ووالدتي رفضوا بزعم أنه لا يوجد توافق اجتماعي وذلك ضد الدين وأن راتبه لا يمكن لي العيش به وأنه لا يليق بنا (سنقول زوّجنا بنتنا لمن!)، وأنا أبلغ 30 عاما وتقدم لي رجل يبلغ 47 عاما ويعمل بالتجارة وعندما رفضت لفارق السن قالوا: ألا تري سنك، يجب التنازل عن فارق السن. لماذا لم يتنازلوا هم عن طلباتهم المادية المبالغ فيها شبكة ب 50 ألف جنيه ومهر 100 ألف يُدفع نقدا والمظهر الاجتماعي الزائف وبالنهاية توعّدني والدي بقطع المصروف عنا وأقعدني عن العمل
هل يوجد بالفعل فارق اجتماعي أم الفارق مادي فقط من وجهة نظر الدين؟
وإن وجد فارق فهل يرفض الدين ذلك الزواج؟
و هل يحق لوالدي تهديدنا بقطع المصروف الشهري عنا؟ بالرغم من أنه لا يعيش معنا أبدا منذ حوالي 6سنوات؟
ولا نحصل أنا ووالدتي على أي حق شرعي منه سوى الإنفاق فقط (مصاريف الحياة الشخصية فقط)، والتفريق بيني وبين إخوتي في المعيشة الأساسية والترفيهية فلم أر أنه حقق ما يدَعيه من خوفه على مصلحتي فقد تزوج أكثر من مرة وأفرط في الصرف على مَن تزوجهن في حين إمساكه عن تلبية معظم مطالبي الأساسية.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فعليك أن تقنعي أهلك (لاسيما والدك) بالزواج من هذا الشاب (إن كان على خلق ودين) وتوسطي كبار العائلة (إن استدعى الأمر ذلك)، فإن وافقوا على ذلك فبها ونعمت، وإلا فعليك انتظار خاطب غيره توافقين عليه مع أهلك، وأسأل الله أن يوفقك لما فيه الخير في الدنيا والآخرة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.