2011-02-28 • فتوى رقم 47799
السلام وعليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
إخواني لدي مشكلة قد لا تكون كمثلها من المشاكل , فأنا أعاني مع أمي كثيرا بسبب لسانها السليط فهي لا تخرج منه أبدا كلمة طيبة إما ان تعدو بالشر وإما ان تقول كلمات نابية، ودائما ما كنت أتجاهل ما أسمعه بدعوى أن الله سيهديها في يوم من الأيام، ولكن للأسف لم يحدث ذلك بل بالعكس زادت معاملتها السيئة، وكذلك هي مريضة بالوسواس وتعطي للناس قيمة أكثر من قيمتهم فهي في كل حديث داخل المنزل تستدل بالناس، وفي أي مجال لابد لها أن تذكر أن فلانا فعل أو كذا سواء كان خيرا أو شرا, رغم أني مجد في دراستي ولا أترك الصلاة منذ كنت صغيرا، وحافظ لما تيسر من القرآن و لا أضيع صلاة الجماعة وقيام الليل وكل العائلة والأصدقاء يعتبرنني قدوة، ولكن أمي تراني بكشل مغاير 180 درجة والأشد أنها لا تسكت أبدا من الدعاء علي بالشر والكلمات النابية, حتى أني فكرت في الانتحار أكثر من مرة أو الخروج من البيت، ولكن طاعة الله هي التي كات تمنعني، الآن وقد بلغ السيل الزبى أسألكم هنا وهذه أول مرة أظهر مشلكتي لأن الرسول صلى الله عليه وسلم يقول إذا ابتليتم فاستتروا، لذلك لم أشأ أن أذكر مشلكتي لا لصديق قريب أو لأي كان لذلك أسألكم إخواني وأجركم من الله أريد أن تعينوني في مشكلتي هاته.
جازكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالواجب على الأولاد بر والدتهم والإحسان إليها وطاعتها، وعدم عقوقها أو معاملتها بالغلظة والشدة، قال الله تعالى: ﴿وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيمًا﴾ [الإسراء:23].
وقد حذر الشارع من عقوق الوالدين، وبين أن دعوتهم على أولادهم مستجابة، لذلك نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يدعو الوالدان على ولدهما إلا بخير، فقال صلى الله عليه وسلم: (لا تدعوا على أنفسكم، ولا تدعوا على أولادكم، ولا تدعوا على أموالكم، لا توافقوا من الله ساعة يسأل فيها عطاء فيستجيب لكم) أخرجه مسلم.
لكن دعاء الوالدين على أولادهم أو غضبهم عليهم بغير حق لا يجوز، والدعاء بغير حق لا يستجيب الله له إن شاء الله تعالى كما في الحديث عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (لا يزال يستجاب للعبد ما لم يدع بإثم أو قطيعة رحم) أخرجه مسلم.
فأكثر من نصيحة أمك بالحسنى ووقت الفراغ والراحة، وادع لها بالهداية، وتجنب أسباب غضبها، وقلل علاقتك بها إن رأيت أن في ذلك بعدا عن المشاكل.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.