2006-04-22 • فتوى رقم 4793
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة الشيخ: فى كثير من الأحيان فى الصلاة أسهو بدون قصد عن تمام الجلوس بين السجدتين، سواء فى صلاة الجماعة أو صلاة الفرد، وفى مرة ما شعرت بعدم تمام جلوسى إلا عندما نويت سجود السجدة الثانية وسجدت السجدة الثانية، فهل صلاتى تصح بذلك أم لا، وإن كانت لا تصح هل على إعادتها؟
وجزاكم الله خيرا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
في السؤال غموض، فهل تنسين الجلوس أو تنسين الاطمئنان في الجلوس:: وعل كل فقد اختلف الفقهاء في حكم الطّمأنينة في الصّلاة، فذهب الشّافعيّة والحنابلة وأبو يوسف من الحنفيّة وابن الحاجب من المالكيّة إلى أنّ الطّمأنينة ركن من أركان الصّلاة، لحديث المسيء صلاته وهو : « أنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فردّ عليه ، ثمّ قال : ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ ، فعل ذلك ثلاثاً ، ثمّ قال : والّذي بعثك بالحقّ ما أحسن غيره ، فعلّمني ، فقال : إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر ، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ، ثمّ اركع حتّى تطمئنّ راكعاً ، ثمّ ارفع حتّى تعتدل قائماً ، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً ، ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ جالساً ، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً ، ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها » .
ومحلّ الطّمأنينة عندهم: في الرّكوع ، والسّجود ، والاعتدال من الرّكوع ، والجلوس بين السّجدتين .
ففي الحديث دليل على وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين، وإليه ذهب جمهور الفقهاء، خلافاً لأبي حنيفة ومحمّد ، فهي ليست فرضاً بل واجبا يجبر تركه بسجود السّهو.
وعليه فصلاتك صحيحة عند من قال بوجوب الاطمئنان بين السجدتين وعليك سجود السهو بذلك، وغير صحيحة عند من قال بركنية الاطمئنان.
والطمأنينة هي أن يستقرّ كلّ عضو في مكانه، وقدّره بعض العلماء بزمن تسبيحة.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.