2011-03-12 • فتوى رقم 48066
أنا طالب جامعي أدرس في دولة ألمانيا، ولي هناك 3 سنوات تقريبا، وصلت لمستوى أنني أقمت علاقة مع فتاة ألمانية...لكن مازلت ألحّ عليها بالزواج بعقد إسلامي ولكنها رافضة تماما. هل يمكن أن أتزوجها بعقد من محكمتهم لأن ضميري يؤنبني وأريد حلاً؟ مع العلم أن حالتي المادية ضعيفة جدا ومحدودة.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فإن كانت الفتاة ممن يحل لك الزواج منها بأن كانت مسلمة أو كتابية (يهودية أو نصرانية) فلا مانع من الزواج منها بعقد إسلامي ويكون بالإيجاب والقبول، وشرطه وجود شاهدين، ورضى ولي الزوجة عند أكثر الفقهاء، وانتفاء المحرمية بين الزوجين، فإن وجدت شروط الزواج صح وإلا فلا.
وإن كانت ممن لا يحل لك الزواج منها، فسارع بالبحث عن غيرها، مع التوبة والاستغفار في كل الحالات، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151].
ومن تاب تاب الله تعالى عليه، لكن ينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه.
والآن عليك ستر نفسك، وعدم إخبار أحد بما كان منك، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70].
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، والابتعاد عن كل امرأة لا تحل لك، ثم البعد عن رفقة السوء، وصحبة الصالحين وملازمتهم، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وأسأل الله لك الهداية والاستقامة عليها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.