2006-04-22 • فتوى رقم 4818
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يافضيلة الشيخ: كثيرا أثناء صلاتى أسهو عن تمكين نفسى من القعود بين السجدتين والاطمنان فيه دون قصد، وتارة أتذكر قبل السجود للسجدة الثانية فأمكن نفسى من القعود بين السجدتين، وتارة لا أتذكر إلا عندما أنوى الشروع فى السجدة الثانية فأسجد دون تمكين نفسى من القعود بين السجدتين، أسهو أيضا عن تمكين الأعضاء من السجود تماما فأتذكر قبل الرفع من السجود فأمكن الأعضاء من السجود، وتارة لا أتذكر ذلك وأنوى القيام من السجود وأقوم من السجود دون تمكين أعضائى من السجود، فهل صلاتى صحيحة فى تلك الأحوال أم تصبح صلاتى باطلة وعلى إعادتها، وما هى الأعضاء التى يجب السجود بها فى السجود؟
وجزاكم الله خيرا فضيلة الشيخ.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فقد اختلف الفقهاء في حكم الطّمأنينة في الصّلاة ، فذهب الشّافعيّة والحنابلة وأبو يوسف من الحنفيّة وابن الحاجب من المالكيّة إلى أنّ الطّمأنينة ركن من أركان الصّلاة ، لحديث المسيء صلاته وهو : « أنّ رجلاً دخل المسجد فصلّى ثمّ جاء فسلّم على النّبيّ صلى الله عليه وسلم فردّ عليه ، ثمّ قال : ارجع فصلّ فإنّك لم تصلّ ، فعل ذلك ثلاثاً ، ثمّ قال : والّذي بعثك بالحقّ ما أحسن غيره ، فعلّمني ، فقال : إذا قمت إلى الصّلاة فكبّر ، ثمّ اقرأ ما تيسّر معك من القرآن ، ثمّ اركع حتّى تطمئنّ راكعاً ، ثمّ ارفع حتّى تعتدل قائماً ، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً ، ثمّ ارفع حتّى تطمئنّ جالساً ، ثمّ اسجد حتّى تطمئنّ ساجداً ، ثمّ افعل ذلك في صلاتك كلّها » .
ومحلّ الطّمأنينة عندهم : في الرّكوع ، والسّجود ، والاعتدال من الرّكوع ، والجلوس بين السّجدتين .
ففي الحديث دليل على وجوب الطمأنينة في الركوع والسجود والجلوس بين السجدتين، وإليه ذهب جمهور الفقهاء، خلافاً لأبي حنيفة ومحمّد ، فهي ليست فرضاً بل واجب يجبر تركه بسجود السّهو.
وعليه فصلاتك صحيحة عند من قال بوجوب الاطمئنان بين السجدتين وعليك سجود السهو، وغير صحيحة عند من قال بركنية الاطمئنان.
والطمأنينة هي أن يستقرّ كلّ عضو في مكانه ، وقدّره بعض العلماء بزمن تسبيحة.
وأكمل السّجود هو أن يسجد المصلّي على سبعة أعضاء ، وهي الجبهة مع الأنف ، واليدان ، والرّكبتان ، والقدمان ، لقوله صلى الله عليه وسلم : « أمرت أن أسجد على سبعة أعظم على الجبهة - وأشار بيده إلى أنفه - والرّجلين والرّكبتين وأطراف القدمين ».
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.