2011-03-22 • فتوى رقم 48209
السلام عليكم
أنا فتاة، أبي وأمي منفصلان منذ زمن، وما لنا أحد غير أختي وأمي، وأمي لم تربنا جيدا ولم تحافظ علينا، شغّلت الصغيرة عند أناس وعمرها 8 سنوات، وعمرها الآن 17سنة، وكل يوم تشتغل عند أناس، وطبعا أي رجل أو شاب ممكن أن يراها لأنها تشتغل في البيوت، أختي ضاعت، وأنا متزوجة وابنُ عم زوجي كان يريد أن يتعرف على أختي ليقيم معها علاقة غير شرعية ليعيّر زوجي ويقول له: أنا عملت كذا وكذا مع أخت زوجتك، وذلك لأن أهل زوجي لم يكونوا موافقين على زواجنا لأني من أسرة فقيرة، وابن عم زوجي اتصل بها وقابلها وفعل بها الفاحشة ليعيره بزواجه مني، ماذا أعمل مع أختي؟ لو نصحتها في أمر تقول لي ليست لك علاقة وسأذهب ولن تروني ثانيا.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فلابد من نصيحة الأخت وتذكيرها بالله تعالى بلطف، فما فعلته هذه الفتاة من أكبر المعاصي وهو الزنا، وعليها الآن المبادرة إلى التوبة فوراً، وعدم العود إلى مثله أبداً، فالله تعالى نهانا عن ذلك فقال: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاء سَبِيلاً﴾ [الإسراء:32]، وقال أيضا: ﴿وَلاَ تَقْرَبُواْ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ﴾ [الأنعام:151] لكن من تاب تاب الله تعالى عليه، وينبغي التوبة النصوح التي لا عودة فيها إلى عصيان الله تعالى أو إلى ما لا يرضيه، وعليها بالبعد عن أسباب المعصية، وكثرة التضرع إلى الله تعالى وطلب العفو منه، مع ستر نفسها وعدم الإفصاح بما مضى لأحد أبدا.
فسارعي في نصحها وتذكيرها بالله تعالى عسى الله تعالى أن يجعلك سببا في هدايتها قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((فوالله لأن يهدي الله بك رجلاً واحد خير لك من أن يكون لك حمر النعم)) أخرجه البخاري ومسلم.
وعلى زوجك أيضا أن ينصح ابن عمه بترك المحرمات، وترك المجاهرة بها، روى البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ((كل أمتي معافى إلا المجاهرين وإن من المجاهرة أن يعمل الرجل بالليل عملا ثم يصبح وقد ستره الله فيقول يا فلان عملت البارحة كذا وكذا وقد بات يستره ربه ويصبح يكشف ستر الله عنه.))
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.