2011-03-24 • فتوى رقم 48260
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
سوف أسرد لك كل ما أعاني منه يا فضيلة الشيخ.
أنا من طبعي أن أكون إيجابيا مع الناس ولا أحب الأذى وأحب الهدوء وأخاف من المشاكل والمشاجرات. ما أعاني منه هو مثلا الأشياء الآتية:
- وأنا جالس في الخطبة يوم الجمعة الماضية, كنت جالسا بجانب حائط, فأتى رجل هندي الجنسية فجلس بجانبي, فتخيلت في نفسي -ودائما أتخيل هذا التخيل- أنه سوف يمد يده علي ويضربني على ما يسمى (القفا) بكف يديه.
- وأيضا وأنا ساجد في الصلاة إذا بأولاد صغار السن في حدود الـ 7 سنين خلفَ الصف الذي نقف فيه في الصلاة يتكلمون بصوت عال ويضحكون، تخيلت وأنا ساجد أن ولدا منهم سوف يضربني بقدمه على ظهري من الخلف أو بيده على قفاي, وفي حالة أخرى حتى مع شيخ المسجد أتخيل أنه وأنا جالس بعد الصلاة والإمام يغادر المسجد أو أي رجل آخر أنه سوف يضربني برجله.
- وعندما يقوم شخص بتناول اللب والحَب أتخيل أنه سوف يتفل القشر عليّ سواء كنت جالسا أم نائما.
- وعندما يحمل أي شخص كيسا يصدر صوتا كما هو في أكياس الجمعية, أتخيل كلما اقترب صوت الكيس مني أتخيل دائما أنه سوف يضربني بالكيس أو إن اقتراب الصوت يدل على اقتراب الشخص مني ليضربني مثلا.
- وأنا أعبر الشارع والسيارات قادمة أمامي أتخيل أن أي سيارة نافذتها مفتوحة ممكن أن السائق أو الراكب سيلقي علي شيئا ما أو يتفل عليّ, وفعلا يا شيخ حصلت مرة من الأيام كنت أعبر الشارع فإذا بسيارة (جيب) وكان شباك السائق مفتوحا ومرت السيارة أمامي وسمعت صوت تفل مباشرة.
- وأيضا وأنا أصلي منفردا في الغرفة في أي وقت من الأوقات سواء كان ليلا أو نهارا أصلي بسرعة وبعد الانتهاء أنظر خلفي, وأتخيل أنه كلما أطلت في القراءة أنه سوف يأتي شيء خلفي ويضربني أو يصرخ في أذني كصوت شيطان مثلا فيجعلني أنهي الصلاة بسرعة، وأحيانا ألتفت في الصلاة لأرى إذا كان هناك شيء فعلا أم لا.
- حتى مع الناس, فليس لدي أصدقاء في الحقيقة ولكن مجرد أصدقاء عن طريق برنامج (الماسنجر) وقليلا أيضا يتحدثون إلي ومنهم من تركني لأني لا أتحدث معهم دائما ويقولون لي إذا لم أسلم عليك أنت لا تسلم علي؟ فهي حالة بداخلي, فأنا لا أتكلم مع أحد حتى السلام إذا لم يكلمني هو بنفسه ويبدأ معي.
- حى مع أهلي في البيت وإخوتي, لا أعلم يا شيخ لماذا وكأني أعامل الناس الغرباء بشيء من الطيبة وأعامل أهلي غير معاملتي مع الناس, لا أعرف وكأن ذلك لأني أريد شيئا من الناس, أنا أصبحت الآن أتحدث بكل صراحة يا فضيلة الشيخ أمام الله تعالى قبل فوات أواني, أشعر أني إنسان قذر يعامل الناس بطيبة حتى يشكروا له أو يقولوا هذا إنسان طيب، وأنا أريد أن أفعل شيئا أو أتخيل أشياء في عقلي وأنا أتحدث مع شاب مثلا (اللواط) لذلك أكلمه بطيبة أما مع إخوتي فلا أحتاج لذلك لأني طبعا لا يمكن أن أخبرهم بهذه الحالة القبيحة (الشذوذ أو اللواط) ولكن في الحقيقة أني أتكلم مع أي شخص بنفس الأسلوب, وكنت في بداية الأمر أتكلم مع إخوتي كثيرا وكانوا يقولون لي، لا ترغي كثيرا، وصوتك مزعج وإلى هذه الأشياء، فهذا الذي جعلني أقلل كلامي معهم, أنا والله أتكلم بكل صراحة أمام الرب تبارك وتعالى، لا أستحي من شيء وأعترف بذنوبي إن كانت ذنوبا, كل حياتي هكذا يا شيخ, إن كانت في السوء أو في الخير, فكل شيء خيالات وأوهام وخوف وجبن وقلق في كل شيء, كل شيء يبغضني.
- حتى في الصلاة تراودني أفكار أني إذا قرأت كثيرا في الصلاة وأنا حافظ القرآن هذا يؤكد لي أني داخل الجنة وهذا يولد لدي الشعور بأني إنسان متمرد ويجعلني أتكاسل أحيانا في الصلاة بمعنى أني أصلي بسرعة.
- وبكل هذه الأشياء لا أوفر شرط الخوف من الله في الخلوة, فأنا أصبحت أفعل العادة السرية، تكاد تكون كل يوم، وأنا أعلم أن الله يراني وأقول الأذكار حتى أجتنب فعلا العادة لكني أشعر بشيء يجذبني لفعلها ولا أقاوم فأضطر لأن أمارسها.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فأنصحك بمراجعة طبيب نفسي، وأسأل الله لك الشفاء.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.