2011-03-24 • فتوى رقم 48265
كنت أفعل الموبقات قديما من زنا وغيره ثم شربت الخمر لمرة واحدة وبعدها دعاني أصدقائي لأشرب المخدرات وكانت مرة واحدة، بعدها أصبت بمرض نفسي كان صعبا للغاية وبدأ بوسواس قهري ثم رعشة الأطراف وما إلى ذلك ويئست من الشفاء ووجدت نفسي أقول كلمة لا أعلم كيف قلتها ولكن من يأسي قلت إني أتحدى الله أن يشفيني. وبعدها تركت الصلاة لفترة ثم عدت أصلي. وبعدها تعرفت على فتاة في عملي وتقربت إليها وكنا نمارس الجنس هاتفيا إلى أن تقابلنا فوجدت نفسي ألامس جزء من جسدها بالفم بعدها وجدت في فمي علامات بيضاء وأعراضا لمرض السرطان فجاءني الوسواس أني مصاب بالسرطان وظللت لا أنام أبحث وأقوم بالتحاليل ولم أجد شيئا فقررت التوبة، على أني لازلت أشك أنه موجود، وبعد التوبة امتنعت عن كل شيء من الأفلام الإباحية، والعادة سرية، والأغاني وأي شيء من هذا القبيل، ولكني وجدت نفسي أقع في المعاصي ولا أعلم كيف فوجدت نفسي أحكي هذا الذي حدث لأناس كثيرين وعدت وقبلت الفتاة مرة أخرى ثم استغفرت الله، وجاءني وسواس قهري بسب الله في الصلاة وكنت أحاول جاهدا إبعاده إلى أن كنت في مكان ألعب مع أصحابي فجاءني هذا الوسواس فلم أدفعه، تركته وقد جاءني صوت بضميري يقول لي هل تقبل أن يسب ربك وأنت تلعب ولكني وجدت نفسي أكمل اللعب. بعدها وجدت نفسي أكرر عبارات الوسواس بنفسي داخلي ولكنني أقول إني يا رب غير مطمئن لها. ووجدت نفسي في يوم متكاسلا عن صلاة الجماعة ولكني تذكرت موعدا مع أحد الشيوخ فذهبت للمسجد وسببت الصلاة والقرآن في نفسي ولكني ناقشت ذلك داخلي رافضا إياه .. في النهاية أقول إني تبت كثيرا وعدت أكثر فهل لذلك من توبة؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
قال الله تعالى: ((قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) [الزمر: 53].
فباب التوبة النصوح مفتوح لكل عاص، وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها، وإن كان فيها حق لأحد فلا بدّ من توفيته حقه، ثم الإكثار من الاستغفار والعمل الصالح، والتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: ﴿إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً﴾ [الفرقان:70]. ، ثم إذا كان العبد راضياً عن توبته فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
فعليك بمجاهدة النفس، والتذكر الدائم لله تعالى، وأنه مطلع على جميع حركاتك وسكناتك، لا تخفى عليه خافية، وعليك أن تكثر من الالتجاء إلى الله تعالى، وتعلن له عجزك وضعفك، وتطلب العون والثبات منه، فذلك أنفع علاج لما تعاني منه، وعليك بالبعد عن الأسباب المسببة للمعصية ذاتها مع غض البصر عما حرم الله، وترك رفقاء السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، ثم الانشغال بعمل علمي أو مهني يشغل كل الوقت، مع السعي للزواج ما أمكن، والاستعانة بالصوم فإنه وجاء ووقاية كما أخبر النبي صلى الله تعالى عليه وسلم، وأسأل الله تعالى أن يثبتك على طاعته، ويحفظك من معصيته، إنه سميع مجيب.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.