2006-04-24 • فتوى رقم 4832
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
فضيلة شيخنا المحترم: هل لي أن أعرف ما أنا أقوم به توبةأم لا إذا تسمح:
أنا ارتكبت كبيرة من الكبائر، وبعد رجوعي إلى الله قررت أن لا أعود إلييها مرة ثانية، ولكن في قرارة نفسي لست نادما على فعلها لأني كنت أريد أن أجربها ولم أبكي عند توبتي ولا أحس بالذنب لفعلها كثيرا، لكني الأن توقفت ولن أعود إليها لأني أريد أن أرضي ربي ما استطعت، ولا أريد أن أتذكر أني فعلتها، فهل هذه توبة أم لا تقبل مني؟
جزاكم الله خيراً وهدانا جميعا وتاب علينا إنه سميع الدعاء.
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على سيدنا محمد خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وأصحابه أجمعين، والتابعين، ومن تبع هداهم بإحسان إلى يوم الدين، وبعد:
فالتوبة الصادقة النصوح التي يتبعها عمل صالح تمحو الذنوب كلها بإذن الله تعالى، قال تعالى: (إِلا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صَالِحاً فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُوراً رَحِيماً) (الفرقان:70).
وشرطها الندم والتصميم على عدم العود لمثلها.
وأبشرك بقول النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث القدسي الجليل عن الله عز وجل:(أنا عند ظن عبدي بي) فليكن ظنك بالله عز وجل خيرا، فإن الله هو الغفور الرحيم, فعليك بالتوبة النصوح وهي النية بعدم الرجوع إلى تلك الذنوب مرة أخرى, والإكثار من الاستفغار، عسى الله عز وجل أن يغفر لنا ولكم، ثم إذا كنت راضيا عن توبتك فذلك إشعار بقبولها عند الله تعالى إن شاء الله تعالى.
ويتم تطبيق ذلك عملياً بالبعد عن أسباب المعصية ذاتها، ثم البعد عن رفقة السوء، ثم الانشغال بطاعة الله سبحانه تعالى ومراقبته وكثرة الذكر له، والتذكر الدائم للموت، وهذا في حقوق الله تعالى، أما حقوق العباد فلا بد من أدائها إليهم، أو مسامحتهم فيها.
واسأل الله لكم التوفيق.
والله تعالى أعلم.